فوزية الجار الله
كتب الله علينا أن نعيش في بيئة صحراوية شاسعة أرضاً ومناخاً وهي - أقصد الصحراء- نعمة عظمى لدى أولئك الذين يفتقرون لضوء الشمس ولخيرات الصحراء وأيضاً لأولئك المولعون بمطاردة تلك المخلوقات المغلوبة على أمرها، إذ إن هناك من يستمرئ تناولها حتى الآن رغم تغير الحياة وتوفر الكثير من الأغذية عداها، وهي أيضاً نعمة عظمى لبعض الكسالى الذين يجدون متعة كبيرة في الاسترخاء في البر ليلاً ونهاراً عملاً بذلك البيت الشهير:
(ياكليب شب النار ياكليب شبّه
عليك شبّه والحطب لك يجابي)
فالبعض من أولئك لاتتجاوز أنشطتهم سوى ترتيب جلسة صحراوية والاسترخاء وترك هموم الحياة وواجباتها للآخرين.
فيما يبدو أن المرأة الناضجة الواعية تتعب كثيراً للعيش في مثل هذه الأجواء، فعلى سبيل المثال خاصة في الأجواء الحارة التي تمتد في بلادنا إلى ستة أشهر وربما أكثر أين تذهب النساء بعد أوقات من التعب للاستجمام والراحة والمحافظة على رشاقتهن عدا الأسواق والمطاعم المليئة بالكثير من الحواجز والعقبات والمنغصات.
أتساءل هنا حول النوادي الصحية للنساء؟ هل هي متوفرة بالشكل المناسب والمأمول في بلادنا ؟! منذ سنوات فُرض على كل من يرغب إنشاء ناد صحي أن يكون تابعاً لمستوصف أو مركز طبي، إلا أن هناك استثناءات لتلك القاعدة لعدد محدود جداً من النوادي لأسباب غير معروفة ومثل هذه النوادي غالباً تكاليفها باهظة جداً وهي غير متاحة للطبقة المتوسطة وماهو أدنى من ذلك.
وربما تأتي فكرة ضرورة تبعية النادي الصحي لمستوصف أو مركز طبي في سياق عدم الاعتراف بأهمية الرياضة للمرأة وأن ممارستها لها لابد أن تكون لسبب طبي، بمعنى أن إقامة مثل تلك النوادي الصحية لابد أن تكون فقط لأجل تقديم العلاج الطبيعي لمن تحتاجه من النساء وليس لتحقيق هدف آخر، ولعل هذه الفكرة قد تغيرت قليلاً في وقتنا الحالي.
كنت أتجاذب أطراف الحديث حول هذا الموضوع مع إحدى الصديقات وقد توصلنا إلى اقتراح أطرحه هنا، حبذا لو تم تنفيذه، وهي أن يتم تشجيع القطاع الخاص على إنشاء مراكز نسائية، مركزاً نسائياً في كل حي بمساحة مناسبة بحيث يتضمن مضماراً مكيفاً للمشي ومحلات للتسوق ونادياً صحياً ومطعم ومقهى انترنت على أن يتم تصميمه بحيث يكون مناسباً لأجوائنا الصحراوية وان يكون ذلك بدعم حكومي معنوي، إذا إن التدخل الحكومي المباشر سوف يخلق الكثير من العقبات التي تفرضها البيروقراطية وهذا ما لن يخدم قيام فكرة قيام مثل هذا المشروع.