فوزية الجار الله
تابعت عن كثب - وما زلت - ما يجري من سجال وحوار حول الانتخابات البلدية التي - ولظروف خاصة - لم يكن لي فيها دور مباشر نظراً لبعض الالتزامات التي أخذتني قليلاً، لكنني قرأت وتابعت الكثير مما نُشر حولها في وسائل الإعلام المختلفة.
حين يتبادر إلى أذهاننا كلمة «انتخابات» تبدو الكلمة باذخة مضيئة موحية بكثير من التفوق والصعود للمرأة في السلم الاجتماعي، لكنها في الحقيقة في ظل مجتمعنا ليست سوى خطوة في طريق طويل، خطوة نحو الوعي الشامل بحق المرأة بأن تكون إنساناً كاملاً فاعلاً قادراً على خدمة ذاته، وعلى تقديم ما تستطيعه في سبيل رقي وصلاح بلاده، لكن - للأسف - كثيرون تشرئب أعناقهم لأجل المعارضة، وهم لا يعلمون أنهم بذلك يحاولون إيقاف عجلة التنمية والتطور في المجتمع التي لا بد من تذليل العقبات أمامها.
ذكرت في سطوري الأولى في هذا المقال أنني اطلعت وتابعت عن كثب الكثير مما نشر في وسائل الإعلام، وقد كنت ألقي باللائمة على نفسي لعدم علمي بموضوع الانتخابات إلا متأخراً رغم قربي من تلك الدائرة ووجودي المستمر حولها بشكل أو آخر، لكن جاء حديث الدكتورة هتون ليوقف تلك الملامة التي وجهتها إلى نفسي من خلال حديثها الجميل في لقاء مشترك مع الأستاذ محمد العصيمي على قناة روتانا التلفزيونية.
نحتاج إلى توعية شديدة ومركزة بأهمية الانتخابات ومشاركة المرأة فيها، وقبل ذلك نحتاج إلى وعي أكبر بمهام المجالس البلدية التي ستشارك المرأة فيها. وتتضمن هذه التوعية أن نفهم دور المرأة الاجتماعي بشكل عام، وحضورها وتقديم صوتها حول تلك القضايا التي تخصها مباشرة أو تلك القضايا الأخرى التي تخص المجتمع كافة.
حين أتحدث عن الوعي فهو يتمثل في أوجه عدة، من بينها إطلاع الناس على ما تم إنجازه وما هو مأمول تقديمه.. وهو ما أكّد عليه الأستاذ محمد العصيمي؛ إذ ذكر أن وزارة الشؤون البلدية والقروية كان عليها أن تقدم كشفاً بما تم إنجازه في الدورات السابقة للمجالس البلدية؛ لكي يستوعب الناس أن هذه الدورة ستكون مختلفة عن الدورتين السابقتين. على سبيل المثال: لا نعرف حالياً أسماء أعضاء المجالس البلدية الذين تم انتخابهم في المناطق المختلفة، ماذا قدموا؟ وما هي أوجه القصور؟
الأجمل أن الحوار التلفزيوني جاء ليضع النقاط على الحروف، ويوضح تلك الأسئلة التي كانت تطوف بذهني. كنت أشعر بأن جهود التوعية كانت قاصرة جداً، وقد أكدت ذلك د. هتون؛ إذ ذكرت أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تأخرت كثيراً في نشر الوعي، ثم لم تقم بالاستعانة بالنساء المعنيات اللاتي سبق لهن العمل على الموضوع.. أيضاً التوعية لم تكن كافية، إضافة إلى أن التوقيت كان سيئاً؛ إذ بدأت التوعية خلال الصيف، وهي بالنسبة لكثير من الأفراد فترة أسفار واستجمام وعدم استقرار، ناهيك عن تحديد بداية التصويت ليكون متزامناً مع بداية العودة إلى المدارس؛ إذ تكون الأسر، نساء ورجالاً وصغاراً، في قمة الانشغال للتحضير لبدء العام الدراسي. السؤال هنا: هل كان التوقيت السيئ متعمداً؟!