حميد بن عوض العنزي
** رسائل العظماء دائماً تأتي عظيمة وتحمل روحاً تعانق السماء كرامة وشموخاً.. وعادة ما تحترم هذه الرسائل حتى من الأعداء، في الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى الولايات المتحدة تجلت العديد من الصور التي تضمنت أبعاداً مختلفة سواء على مستوى الاهتمام الأمريكي بالضيف الكبير، أو على مستوى الكلمة التي تحدث بها الملك في حضرة الرئيس الأمريكي ووسائل الإعلام الأجنبية، والتي كانت واضحة وفيها شموخ عربي وشجاعة أصيلة تلخصت في رسالة واضحة بأن المملكة ليست بحاجة لشيء، ولكن يهمنا الاستقرار في المنطقة، يهمنا استقرار شعوب المنطقة. فهذه الكلمات لخصت موقف المملكة من الأحداث التي تشهدها المنطقة وأنها تعمل وحريصة على إشاعة الاستقرار والرخاء في المنطقة في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى زعزعة الاستقرار.
** وعلاوة على الرسالة السياسية الواضحة والعميقة، كانت أيضاً الرسالة الاقتصادية هي الأخرى حاضرة بقوةظ، فقد أكد الملك على حرص المملكة وسعيها إلى تعزيز مسيرة التنمية المستدامة والمتوازنة من خلال مواصلة تقوية اقتصادها وتعزيز استقراره وتنافسيته وجاذبيته للاستثمار المحلي والأجنبي وتوجيه وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للاستثمار بدراسة كافة الأنظمة التجارية والاستثمارية بغرض تسهيل عمل الشركات العالمية وتقديم الحوافز بما فيها العمل المباشر في الأسواق السعودية لمن يرغب منها الاستثمار في المملكة وتتضمن عروضها خطط تصنيع أو استثمار ببرامج زمنية محددة ونقل للتقنية والتوظيف والتدريب للمواطنين، وبما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، ويشكل هذا التوجيه تحولاً مهماً في استهداف الشركات الكبرى بمزايا تسهم في جذبها للسوق السعودي، يضاف إلى ذلك ما شهده الملتقى السعودي الأمريكي من اتفاقيات تؤكد أن الاقتصاد السعودي بات مهماً للشركاء الأجانب بدرجة عالية وهذه واحدة من علامات الثقة التي تعزز لمكانة الاقتصاد الوطني، كما سيكون لهذا الانفتاح إيجابياته على تطور قطاع التجزئة والقوى البشرية السعودية والأهم هو نقل التقنية والصناعة.
** الزيارة كانت مهمة وتوقيتها دقيق والحضور السعودي على مستوى الزعامة دائماً ما يسجل مواقفة في التوقيت الصحيح، وهذا يتسق مع الأهمية الإقليمية للمملكة ودورها الرئيس في مواجهة المخططات التي تستهدف المنطقة العربية، ونحن فخورون بهذه السياسة التي هي دائماً مع نصرة المظلوم ومع الحق وأصحابه..