حميد بن عوض العنزي
** كنت قد تحدث في مقال سابق عن أهمية موسم الحج، كأحد المحفزات المهمة لقيام صناعات وطنية ذات علاقة بهذه المناسبة الدينية الهامة، وعلى الرغم من السوق الجيدة للهدايا في مواسم الحج والعمرة والزيارة والتي تقدر بنحو 40 ملياراً سنوياً إلا أن ذلك لم يكن محفزاً كافياً لتوطين بعض الصناعات المرتبطة بالحج، وأذكر أن مقترحات ودراسات تناولت كيفية تفعيل بعض الصناعات الصغيرة ومن أهمها صناعة الهدايا، خصوصاً أن كل حاج أو معتمر غالباً يفضل أن يعود لبلاده بالهدايا والتي لها مكانة خاصة كونها من البلد الحرام.
** معظم هدايا الحجاج التي تروج وتغص بها أسواق مكة المكرمة هي مستورده ومصنّعة غالباً في بلدان غير إسلامية، لكنها مصممة بفكرتها ومرتبطة بمكة المكرمة، وأعتقد أن مثل هذه الصناعات ليست معقدة ولا تحتاج رؤوس أموال كبيرة، وإذا ما تم الاستثمار في مثل هذه المجالات سيكون ناجحاً وسيتيح فرصاً جيدة، خصوصاً للشباب الباحث عن عمل.
** من أسباب عدم قيام هذه الصناعات هو الإغراق الهائل للسوق المحلية بالمستورد، وهذا أمر محبط ليس في مجال صناعة الهدايا فحسب وإنما في معظم الصناعات، ولكن ليس من الصعب وضع مزايا لبعض الصناعات الصغيرة مثل هدايا الحجاج من خلال منح المستثمر السعودي، وخصوصاً الشباب محفزات تمويلية وتسويقية وتوفير منافذ بيع موسمية لقطاع التوزيع على أن تكون الصناعة ومنافذ البيع يعمل بها سعوديون، بحيث يتم تقديم مزايا مكملة لكل من الصانع والموزع والبائع النهائي، وحتماً حينما يجد الحاج عبارة «صُنع بمكة» سيفضل الشراء عما سواها.