هدى بنت فهد المعجل
هل فشلنا في تفعيل النظافة؟.. أم أن النظافة فشلت معنا!!.. ونحن نرى القاذورات ممتدة في الأحياء وعلى الشوارع.. وقذفها مستمر من خلال نوافذ المركبات ومن المترجلين، والقاعدين المفترشين للطرقات والحدائق العامة، حتى شككنا من أين أتت الدعوة إلى النظافة؟؟!
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.. من دعا لنظافة الملبس، نظافة المسكن، نظافة المأكل والمشرب، نظافة الطريق، ونظافة الجسد!!
نظافة كل شيء نواجهه ويواجهنا، نتعامل معه، نعتمد عليه، نحتك به.. نظافة المرافق العامة ونحن نستخدمها بعد أن هُيئت لنا وخُصصت من أجل راحتنا، فلماذا إذا انتهى الفرد من استخدامها لم يحرص على تركها نظيفة كما وجدها كي ينتفع منها من يأتي بعده!!.. يقول الإمام الشافعي (من نظّف ثوبه زال همه ومن طاب ريحه زاد عقله).
بعض الأماكن العامة والمجمعات التجارية يحرص أصحابها على نظافتها، فيخصصون عاملين أو عاملات من أجل متابعة المرافق والاعتناء بها، بَيْد أن متابعة العامل بهدف نظافة المكان لن تكتمل ما لم يكن لدى مستخدمها الوعي الكامل تجاهها.. في حين أن مجمعات، ومرافق أخرى لا تهتم الجهة المسئولة عنها بنظافتها ويتمم عدم الاهتمام مواطن عديم الوعي فيترك المكان سيئاً جداً لا يحرص على زيارته، أو تكرار الزيارة له..!!
إذاً، فالنظافة مسؤولية على عاتق الفرد، المواطن، وصاحب المنشأة، أو الجهة المؤسسة لها، وما لم تتكاتف الجهود لن تكون النتيجة مرضية.. فكيف يتم تكاتف الجهود؟؟!!
* * *
ليس ضرورياً أن تكون المنشأة في بلدي، قد أكون سائحة إلى دولة ما وسلوكي الممارس هناك هويتي التي إليها أنتمي، وبها أُعرف..!! وقد قرأنا عن شكوى أهالي زلامسي من السياح الخليجيين، وهم يطهون طعامهم في الحدائق العامة، كما ولا يهتمون بنظافة المكان بعد تركهم له!! وفي سياحة لي إلى عدة دول أجنبية لفت نظري وجود عاملة في كل مرفق من مرافقهم العامة، ولكي تستخدم دورات مياه تلك المرافق عليك أن تترك مبلغاً زهيداً لدى تلك العاملة.
في أي شيء تُصرف تلك النقود..!!؟
قطعاً في صيانة المرفق ونظافته، لذا فإنك وأنت تستخدم المرفق تشعر بارتياح لنظافته ووجود من يتابعه قبل دخولك وبعد خروجك..
قلما نجد هذه الظاهرة في مرافقنا ومرافق الدول الأخرى!
الدولة أي دولة مطالبة بأن تشعر الفرد بدوره في وطنه، أو في البلد الذي يسكن به ويقطن أو يسيح إليه، ولن يتأتى له ذلك ما لم تشركه وتجعله يساهم ولو بجزء بسيط من ماله وبدنه.
نعم، نحن نرى باستمرار حملات وطنية هدفها نظافة البيئة، برنامج الحملة مسح الشواطئ وتنظيفها، ولكن ينبغي ألا تكون النظافة مجرد حملات تُطبق في وقت محدد أو في موسم واحد، ونحن نرى العائلة تستفيد من الشاطئ ومكان الترفيه، وما أن تنوي القيام وتركه حتى تدع وراءها (المخلفات)، وقد تكون المسافة بينها وبين حاوية النفايات بضعة أشبار!.. فما هو التصرف الذي ينبغي ممارسته معها كي لا يتكرر التصرف مرة أخرى..!!؟؟
أظنه العقاب، أما عن نوعية العقاب فتحدده الجهة المسئولة عن الشواطئ.
ولا تسألوني عن دورات المياه العامة فيها، فهي إلى (القرف) أقرب! على من تقع اللائمة، ونظافة دورات المياه مرتبطة جداً بنظافة البيئة وسلامتها صحياً، لأنها المرفق المهم لأن تقبل عليه أو تدبر عنه!.. ودولة (النظافة من الإيمان) حتى الآن لم تضرب بيد من فولاذ على مسيئي استخدامها!!! فهل ستضرب قريباً!!؟؟
متى.. وكيف؟.. وهل ستكون النتيجة إيجابية كما نتمنى ونتوقع؟؟!