محمد بن عبدالله آل شملان
** العبقرية والعظمة سر من أسرار البشرية، برأي علماء الاجتماع..! أما نحن فلنا رأي آخر.. نحن الذين عشنا ونعيش مسيرة قائد فذ، وزعيم محنك.. جمع في شخصه العبقرية والعظمة.. نجزم القول: إننا لامسنا (السر) والكينونة كذلك..!
سر عبقرية القائد.. وسر عظمته،كلاهما انعكاس للآخر ووجهه المتحد في الهوية والانتماء.. وهذا التوحد والتداخل ربما جعل من شخصية جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ مؤسس الدولة السعودية الحديثة بمثابة تاريخ قائم بذاته، بمراحل ومحطات، هي حلقات متواصلة ومتصلة لعهد مشرق ثري، له امتداداته في مسار حياة وطن وشعب بجذوره المتأصلة، وبديناميكية تجدده الدائم وعطاءاته الدافقة بلا حدود..!
الملك عبدالعزيز.. قادته فلسفة سياسية، وساقته عظمة إنسانية.. وربما امتزاج خصاله الإنسانية، ومواهبه السياسية، استمدّ زاده وزناده في نشاطه لإنقاذ الجزيرة العربية من شفا الهاوية، وفي إسعاد شعبه والارتقاء به في مدارج المدنية، وذلك شأن القادة العظام والزعامات التاريخية التي تمتثل الأجيال مناقبها وثراء تجاربها.
الملك عبدالعزيز.. اختار موقعه، ملبياً نداء التاريخ.. وكان يعي تماماً آنذاك بأن الثمن حياته، إلا أن الجزيرة العربية استوطنت قلبه وعقله.. كانت الجزيرة العربية تربض على بركان متفجر.. فتن وضغائن عمياء.. صراعات حامية الوطيس بين العصبيات والتيارات المتنازعة.. اضطرابات وقلاقل وهزات ومشاهد مخيفة.
الملك عبدالعزيز.. هو آفاق التاريخ وذرا الطموحات والأمجاد في تجليات الحياة.. هو العبرة، والذكرى، والتأمل، وتجديد الرؤى، والآمال في تجليات صور الوفاء والانتماء والطموحات الكبرى.
الملك عبدالعزيز.. أحد الأبطال القلائل الذين جاءت إنجازاتهم أكبر بكثير مما كان يتوقعه أكثر المراقبين تفاؤلاً الذين يعكفون على رصد الوقائع التأريخية وتدوينها والعمل على تحليلها وربطها بالبدايات والمسببات وتقويم النتائج.
الملك عبدالعزيز.. هو الرجال العظماء والأبطال الخالدون لا تقوى الأيام على طيّ ذكراهم، أو طمس إنجازاتهم، مهما امتد الزمن وتعاقبت السنون، إنهم يصبحون - صفاتهم الذاتية والعملية التي حباهم بها المولى عزوجل ـ جزءاً من حركة التاريخ، ولا يمكن للتاريخ أن يتجاوز المنارات التي تمثل أحداثه ووقائعه.
** « من النادر أن تجد رجلا تجمعت فيه المزايا التي تجمعت في ابن سعود، فهو جندي موفق ظافر، ومصلح مبدع مبتكر، وتقي ورع صالح، وإنسان لطيف مهذب، وجواد سخي سمح، وراسخ وطيد متين، وذكي حاذق لبيب، وشجاع جريء مقتحم، نبيل في تواضعه، جليل في احتشامه «
الكاتب الانكليزي كنث وليمز.
** « يجمع في طبيعته روح الحرب وروح السلم، لا يقاتل الناس ولا يعتدي عليهم، وإنما يحارب الجهل، ويقاتل الجمود، ويكافح التأخر «.
جرمانوس مستشرق مجري.
** « يعتبر ابن سعود باتفاق آراء الناس، رجلا ذا حكمة واستقامة، وقد زادت في شهرته وشعبيته صفات العدل والكرم وحسن الضيافة «.
المستشرق الأمريكي إس, تويتشل.
** « كان متعـــدد الجوانب، كامل الرجولة، لا أعرف أن أحدا التقى به من خصومه أو مواليه إلا أثر في شخصيته التي لم يجد التأريخ بمثلها، عرفته وهو لا يملك من المال لإدارة هذا الملك الواسع إلا الكفاف، وعرفته والدنيا تفيض بين يديه خيرا وبركـــة فلم يكـــن إلا عبدالعزيـــز بن سعود, ولــد ســـيداً ومات ســيداً ويعطي كل ما يملك من القليل، ويعطي كل ما بيده من الكثير «.
عبدالرحمن بن عزام.
** « نجح ابن سعود أيما نجاح في إيجاد الحلول لكل مشكلة، والتوفيق بلباقة بين المتناقضات، هادفا إلى إيجاد طريق وسط بين الرجعية والتقدمية العصرية بحيث تفيد بلاده من جميع المستحدثات العصرية دون المساس بالدين أو بالتقاليد أو العادات الموروثة , وهو أمر على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تضم مكة وفيها الكعبة قبلة المسلمين، وعليها أن تكون أكثر الأمم الإسلامية تمسكا بأحكام الدين والقرآن الكريم «.
المؤرخ الألماني داكوبرت فون مبكوش.
** « إذا كان ابن سعود قد نجح في لم شعب الجزيرة العربية تحت لوائه، وإذا كان قد جعل من بلد مضطرب آهل بالعصابات، بلدا أكثر أمنا في العالم، فمرد ذلك ليس القوة والسيف فحسب، بل لأنه سكب في أعماق الأمة الناشئة أقوى عوامل التراص والتماسك أي التقيد الشديد بأحكام القرآن, فالجرائم التي ترتكب حالياً في المملكة العربية السعودية خلال عام كامل أقل مما يرتكب في باريس خلال يوم واحد «.
كتاب الخليج العربي موريس جورنو.
** « في ابن سعود ميزة أخرى وهي أنه كريم صادق وقد حادثته مرتين في شؤون مختلفة كان بعضها دقيقا جدا فلم ألحظ قط أنه يلبس الباطل ثوب الحق, نعم كان سياسيا أحياناً في أجوبته فلا يقول كل ما يعرفه، ولكنه لم يتلفظ بكلمة واحدة غير صادقة «.
د, فون ويزل.
** « شهدت بنفسي عندما زرت المملكة العربية السعودية ماذا صنع الملك عبدالعزيز لرفاهية شعبه، لقد استقر بفضله السلام والأمن في البلاد التي كانت من قبل تمزقها المنازعات الداخلية وأتيح لي أن أشهد كيف تم الاعتراف به ملكا وزعيما على شعبه الذي أضاء له حكمة الطريق إلى الارتقاء في جميع المناحي الاجتماعية والثقافية «.
لورد: إف اثلون
حاكم كندا.
** « عبدالعزيز بن سعود، أجدر ملوك المسلمين بالخلافة «.
الإمبراطور الألماني غليوم.
** « بين جميع الأشخاص الذين تقابلت معهم في حياتي، ما وجدت واحداً حصلت منه أقل مما حصلت عليه من هذا الملك العربي ذي الإرادة الحديدية «.
الرئيس الأمريكي روزفلت.
** « كنت شديد الرغبة في أن أجتمع بالملك عبدالعزيز وقد تشرفت بدعوته إياي لتناول الغداء على مائدة جلالته في فندق الأوبرج بالفيوم، حيث أعربت له عن شكر الحكومة البريطانية على وده الصميمي لبلادنا ولقضايانا المشتركة، ذلك الرجل الذي لمع أكثر ما لمع في أحلك الأيام وأشد ساعات الأخطار الساحقة. «
رئيس الوزراء البريطاني تشرشل.
** «قد يكون الملك ابن سعود الرجل العربي الوحيد الذي برز منذ ستة قرون في الجزيرة العربية «.
الكاتب الألماني إميل سوايزار.
** « أثار إعجابي إحاطته بالمسائل الدولية، حتى لكأنه في وسط الجو الأوربي وفي محيط السياسة العالمية. ومع الدهاء الذي تقتضيه الدبلوماسية والتعامل الدولي فقد قدم عبدالعزيز قيمه الإسلامية فلم يسمح لنفسه أن يكذب قط بل كان يقول ما يمكن أن يقال صدقاً ويسكت عما لا يحب قوله.. وهذا منتهى الحكمة والسياسة والأخلاق «.
الوزير الأمريكي المفوض برت فيش.
** « بطل الأمة من الأمم هو الرجل الذي يستجمع شخصه صفاتها ومزاياها على أتمها وأوضحها وأقواها، فهو مرشح بالفطرة لحكمها وقيادتها، وهي في هذه الحالة إنما يحكمها بنفسها وبمحض إرادتها حين يحكمها بأبرز صفاتها وأقوى مزاياها. وصاحب الجلالة الملك عبدالعزيزآل سعود هو بهذه المثابة بطل الجزيرة العربية غير مدافع، أو هو العربي الأكبر في بلاده، لأنه يجمع في شخصه تلك الصفات والمزايا التي اشتهرت بها أمة العرب من قديم الزمان، فيدين له رعاياه لأنهم يدينون لأنفسهم أو يدينون لصفاتهم ومزاياهم، ويقوم حكمه على الطاعة الاختيار بهذا المعنى الأصيل من معاني الطاعة والاختيار».
الكاتب والأديب عباس محمود العقاد.
** « سمعته - طيب الله ثراه - يقول : إن نجاح المسلمين وخيرهم رهن بالوفاء لله تعالى بحقوقه التي افترضها على عباده، وما من شيء يحتاج إليه الإنسان في حياته في البدو والحضر إلا وقد جاء به شرع الرحمن، وإنه منذ حمل عبء الحكم في البلاد المقدسة لا يغمض له جفن ولا يشعر براحة وطمأنينة إلا إذا اطمأن إلى أنه وفى ما عاهد الله عليه، وهيهات أن يوفي، فهو دائماً في حساب عسير لنفسه عما قدمت من عمل وما تركت من عمل «.
مفتي الديار المصرية الشيخ محمد حسنين مخلوف.
** « لقد أسبغ الله على هذه الشخصية الفذة، الجذابة نعمة العقل المنير، والحكمة العليّة، والأخلاق الفاضلة، ومنحها هبة الزعامة والشهامة،كنت أقرأ عشرات المقالات وعشرات المؤلفات التي حبّرها عباقرة الأدب والعلم وأقطاب السياسة في مشارق الأرض ومغاربها عن هذه الشخصية الكبيرة، محللين باحثين مستنتجين العربية وجاذبيتها النادرة «.
الأديب الشيخ عبدالقدوس الأنصاري.
** « عرفت أن الرجل كان صوّاماً قوّاماً مقبلاً على ربه، راغباً في نصرة دينه، يتحرى الحق ويسأل عنه أهل الذكر.. ويريد أن يقيم دولة للإسلام تجمع ما تفرّق من أمره، وتحميه من الخرافات والأباطيل، وعرفت أنه كان متواضعاً للناس، يبعثر فيهم ما يجيئه من مال، وكان المال يومئذ قليلاً «.
الداعية والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي.
** « ملك عادل له رسالته، اتبع أحكامه من الدين، قوي عزيمة في سياسته التي بها أقام ملكا، ووحد أمة بحسن كياسة وسياسة لا يكذب ولا يتلون ولا يتقلب «.
الداعية المستشرق النمساوي محمد أسد.
هذا قليل من كثير مما تزخر به المصنفات الوثائقية عن ملامح شخصية الراحل العظيم وطموحاته وما حققه من إنجازات خلال فترة وجيزة لا تحتسب في عمر الزمان. إن المملكة العربية السعودية تواصل نهجها الثابت المبني على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بكتاب الله وسنة نبيه.. حيث يؤكد على ذلك الخلف والسلف من أبناء وأحفاد المؤسس ـ رحمه الله ـ.
وهنا.. يحلو لنا التغني بمجدنا المضيء في مثل هذا اليوم الوطني السعودي والافتخــــار بمقدساته السماوية وحضارتـــه العملاقة وسواعد أبناء المملكة المخلصين. كما يجدر بنا أن نواصل البناء وإعلاء شأن الوطن في المجالات كافة، وليكن هذا اليوم.. يوماً لكل أيام السنة في العمل الجاد، وتقديم الخدمات، وإنجازاتها.. لتبقى مملكتنا زاهية.. زاهرة، ولتمثل أنموذجا طيبا في كل الأمور الطيبة.. التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وســـمو ولي عهده الأمــين وسمو ولي ولي العهد، ورجالات الدولة المخلصين.
نسأل الله تعالى أن يبقي وطننا الكبير ( المملكة العربية السعودية ) دولة تقود إلى كل خير، ونمو، وصلاح. وأن يرحم الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود،كما نسأله الله تعالى أن يرزق هذه الأمة أمثال الملك عبدالعزيز، في كل عصر وقطر، على مستوى نطاق الحكم، وعلى مستوى المجالات الأخرى كافة.