محمد بن عبدالله آل شملان
يتساقطون غدراً كأشجار فاجأتها فؤوس الحطابين، يغيبون قبل الفجر كنيازك تلاشت في طبقات الفضاء، ينطفئون كشموع أذابها النسيان. شهداء حصدتهم أيدي الغدر الآثمة، أدعياء الرسالة، حاملوا الشر، جنود الشياطين، شهداء لم يكن يخطر في بالهم أنهم سيقضون نحبهم غدراً على أيدي شرذمة تدعي الإسلام نهجاً وترفع القرآن شعاراً.
داعش تلك الجرثومة التي حصدت وتحصد أرواح الأبرياء، ذلك الإرهاب الذي هتف صمتاً لخداع الملايين، وصدّق الملايين أكاذيبه، هو نفسه من يتربص بأمته، ويحصد أرواح أبنائهم، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا العيش في أمان، أرادوا بناء مستقبل بسيط بأحلام بسيطة.
إلى أولئك الذين استشهدوا غدراً بأيدي عدو ادعى أنه ينتمي لهم، لم تكن داعش سوى نبت شيطاني لا أرض له ولا دين، شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
إلى أولئك الذين استشهدوا غدراً بأيدي خبثاء داعش في حادث الدالوة الشهير في الأحساء وفي مسجد القديح بمحافظة القطيف، وفي محاولة تفجير مسجد العنود بالدمام، أقول : نحن أعجز من أن نرثيكم، فنحن أولى بالرثاء منكم، ارتدينا كفن الأسى غطاء على جسدنا، وطننا بأكمله وفي جميع اتجاهاته يرثيكم، وفي أجوائه وحدة الصف والكلمة والروح الوطنية العالية التي تدفن وتدوس على كل روح صغيرة طائفية مذهبية.