محمد بن عبدالله آل شملان
أضاء برق (الكويت) قمم جبال (مكة والمدينة وسلسلة جبال السروات)، إذ أعلن من هناك عن رجل من (السعودية) يتربع على دنيا الصحافة السعودية والعربية.
لماذا اختير الأستاذ خالد بن حمد المالك؛ رئيس تحرير صحيفة الجزيرة؛ ليتم تكريمه؟
سؤال استكشافي لندرك مدى أهمية المملكة من خلال تلك الشخصية السعودية؟ ومدى انعكاس تلك الأهمية على صورة السعودية في الخليج والوطن العربي؟
قرأت يوم الثلاثاء 9 رجب 1436هـ الموافق 28 أبريل 2015م العدد 15552 خبر تكريم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك باختياره من الإعلاميين المتميزين بجائزة الإبداع الإعلامي للعام 2015 من قبل الملتقى الإعلامي العربي الـ12 الذي أقيم مساء يوم الاثنين الفائت بالكويت تحت رعاية سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومشاركة فاعلة من عدد من وزراء الإعلام وكبار المسؤولين في المؤسسات الإعلامية والصحافية العربية والمفكرين والمهتمين بالشأن الإعلامي إضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والخبراء والمختصين؛ نظير إنجازاته في العمل الصحفي في المملكة، وبحسب الخبر فقد نوّه مقدم الحفل أثناء استلام التكريم بكلمة قال فيها: «ينسبون إلى اسمه عهد الصحافة الذهبي، فيقولون العهد المالكي. خمسة وأربعون عاماً في مهنة رئاسة التحرير لجريدة تعتبر نارا على علم في دنيا الصحافة السعودية والعربية... «الجزيرة». وساهم في إنشاء أقدم موقع إخباري الكتروني وخرَّج لفيفاً من الصحفيين والكتاب السعوديين. كما نقل تجربته الفريدة عبر كتب شخصية لم توف خبرته حقها بعد لكنها ستبقى نبراساً لنا. ونحن اليوم نحب أن نقف إلى جواره لنتكرم مع اسمه وخبرته ومدرسته».
ويعد الملتقى حدثاً إعلامياً كبيراً وعلامة بارزة من علامات الفعاليات الإعلامية العربية التي يحرص عشرات الإعلاميين من مختلف الدول العربية على الاشتراك فيها.
يأتي هذا التكريم في ظل المتغيرات التي تكاد تعصف بالأمة الخليجية والعربية والإسلامية التي شكل لها (المدرسة) الأستاذ خالد المالك -وكعادته دائماً- موجات وجهات نظره واقتناعاته الشخصية وإسهاماته الفكريــــة المشوبة بالشعور المتدفق بحب الوطن والتأهب للتطورات والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، من مختلف الشؤون والشجون والهموم، ومعها مختلف الأماني والآمال من التي تعيشها وتعتمل في دواخل الجماهير العريضة لملايين السعودية والخليج والعرب والمسلمين قاطبة.
ومما يستدعي الالتفات مقالاته الافتتاحية في صحيفة الجزيرة التي بدأها، ولا زالت تتواصل تباعاً، منذ يوم الأربعاء 19 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 8 أبريل 2015م: «إلى أين نحن ذاهبون؟!»، «ولكم ما تستحقون!!»، «المجد لك يا سلمان»، «لكي نفهم..؟!»، «اليمن الجديد!»، «هل من إعادة نظر في علاقاتنا مع الآخرين؟!»، «لكي لا تضيعوا يا عرب!!»، «بين الحقيقة والافتئات عليها!»، «ما تفسير موقف الروس من العرب؟»، «نعم لهذه المشاهد الجميلة!»، «تسلم يدك سلمان»، «اليمن ليس سوريا والعراق..؟!»، «التحديات لا تنتهي بإنقاذ اليمن!»، «بين إنهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل!»، «روحاني المفتري على الواقع»، «هلموا يا عرب..!!»، «دروس من «عاصفة الحزم» وأخرى من «إعادة الأمل»!»، «توقفت العاصفة.. وبقي الحزم»، «من عاصفة الحزم!»...
وهذا الرجل الذي يمتلك، طبعاً، شخصية قيادية، نموذج، ظلّ منذ بدايات عمله في الصحافة محرراً في كل من مجلة اليمامة وصحيفة الجزيرة وحتى رئاسته تحرير صحيفة الجزيرة عام 1392هـ على صلة وثيقة بالدفاع عن حرية الإعلام وتعزيز مفهوم الحرية الإعلامية الخليجية. وأجرى عدداً من اللقاءات والحوارات الصحفية مع ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية.
أزعم أن هذه الشخصية امتهنت حرفة الكتابة وجعلت الرسالة الصحفية لغة للحوار والتواصل الإنساني وبوابة واسعة للإطلالة على الناس بكافة فئاتهم ومشاربهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية واستلهام هموم المجتمع وقضاياه وتطلعاته برؤى منطقية وموضوعية وبلغة سهلة غير متعالية تمس حنايا القلب دون سفسطات أو تقصير أو تعقيدات، ويمنح العقل آفاقاً أوسع لإدراك كنه الحاضر واستلهام المستقبل واستشراف واقعه وملامحه القادمة.
ولست مبالغاً إذا ما قلت: إن هذا الرجل الرائد كاتب استثنائي، ووطني استثنائي، وغيور استثنائي، ومحب استثنائي، يتنفس العمل الصحفي ويمتلك سمعة عريضة ورصيداً كبيراً على المستوى الوطني والخليجي والعربي، من خلال تاريخها الناصع. وبالتالي ليست هذه الجائزة الأولى ولن تكون الأخيرة، كما إنها ليست وليدة للمصادفة وإنما وليدة لعمل ودأب ومكابدة ونضال حقيقي بالكلمة والموقف والنشاط والحضور المواكب للتحولات، والسير في قلب الصعاب من خلال دفاعه عن القضايا الوطنية بهمة ورؤية لافتة.
اللامع خالد المالك، تجده وسط الجماهير رافعاً صوته وشاهراً مبادئه وقيمه الأصيلة بكل عنفوان وإخلاص وشجاعة.
أتذكّر إنني كتبت عن رجل الإبداع الإعلامي العربي (خالد المالك) قبل حوالي سبعة أشهر وقلت: إنه يملك اللغة المولودة التي نتفيأ فيها ظلال الفجر السافر في أفق الواقع. والنبع المتدفق من صليل الضوء المعطر بصباحات الغروب، ينثال منها الشفق الوضيء المبتهج بترانيم تحقيق الأمنيات لإنقاذ الأمة من العبث، وتحقيق الأمن والاستقرار، حينها، على ما كتبته الكثير ممن قرأوا مقالي، واليوم هأنذا أجد قلمي منساقا للكتابة عنها مرة ثانية والاحتفاء به مرة ثانية في إنجاز جديد وتفوق جديد..
على أية حال أقول: سعادتي على المستوى الشخصي غامرة بهذا التكريم الذي حظي به الأستاذ خالد المالك، كما أقرّ إن إنصافه لا يأتي من خلال كتابة عابرة كهذه، بل يتأتّى إنصافه عن طريق التأمل الواعي في مسيرته الإعلامية وقراءتها قراءة فاحصة
وإعادة تقديمها بقراءات عديدة تُسهم بشكل كبير وبسيط، في ذات الوقت، في تبصير هذا الجيل والأجيال اللاحقة بهذه المدرسة التي يمثلها المالك وبأهميته أن ينهل منها ويستقي مفاهيمه وقيمه وأخلاقياته ومبادئه الوطنية والإنسانية منها...
ألف مبروك أستاذ خالد المالك، وألف مبروك لصحيفة الجزيرة وألف مبروك للإعلام والصحافة السعودية هذا الحضور والتكريم ومزيداً من النجاحات والأمجاد.
ومن الله العلي القدير أسأل التوفيق والرشاد والسداد للجميع لما فيه الخير والصلاح وخدمة الوطن والأمة.. إنه سميع مجيب..