د. خيرية السقاف
كنتم تنامون والأبواب مشرعة،..
وصغاركم يجوبون ساحات الحارات في أمان، وسلام..
لا مفاتيح تحت وسائدكم،..
لا سلاحا وإن قد من خشب في حوزتكم،..
لا قلق على ابن يمرق،
ولا هاجس أن فاسدا إليه سيتسلل،
أخطاء الشباب قابلة للتصويب،..
وهموم الحياة عديدة منافذ جلائها..
اليوم، تغيرت الحال،..
فهناك يستنفركم عدو العقول، والوجدان، يستفز اطمئنانكم بشكل ما..
يهجم بلا استباق بأسلحته فإذا هي أبناؤكم،..
تستيقظون على ابن غاب فإذا هو عدوكم قبل غيركم،..
وإذا هو قاتلكم دون سواكم.. !
وإذا هو هادم أسوار أمانكم غير مبال بسلامكم وليس غيره،..
قد عملَ فعمَّر فكره، واستمال قلبه ظلام الذين غافلوكم في غفلتكم، ونعيم اطمئنانكم، وضربوكم في عمق..
فتشظت طيبتكم المتناهية،.. وانشطرت ثقتكم المفرطة..!
وعم القلق، واسْتُـنفِرت الهمم، فالجرح واحد، والمصاب يعم..
لذا اليوم، ليس الأمن مسؤولية جندي الميدان وحده، ولا مهندس الأمان الوطني دون غيره، ولا قائد الدورية منفردا، ولا محلق المروحية دون سواه، ولا أي مخول بزناد السلاح، وشارة الإطلاق دون بقية أفراد المجتمع..
اليوم كل فرد جندي في ميدانه وإن كان حديقة بيته،..
أو طريق رزقه..
الأمن مسؤولية كل ساكن وراء باب بيت، وداخل بناء عمل، وقائد مركبة في طريق، ومعلم عقول في فصل، وأستاذ فكر في قاعة، وكاتب حرف في قرطاس، وصحيفة،..
الراجل، والراكب، والطائر والمبحر،..
بل النائم واليقظ..
الرجل والمرأة ، باختلاف الفئات العمرية كلها..
الأمن مسؤولية اليد واحدة، والعين يقظة لا تغفل، والأذن محيطة لا تصم،..
بل الجوارح تنبض بحس واحد على الأقل ليكون ضمير الوطن في اطمئنان يعمل في منظومة لا تتشتت أجزاؤها، ولا تتوانى عزيمتها.
المرحلة الراهنة له، له وحده..
الوقت والعمل،............
أمن الوطن.
أجل أمن الوطن.