د. خيرية السقاف
من وسائل العبث برامج «السناب شات»، أو» اليوتيوب» حين تفرز عبثاً،..
والأكثر عبثاً حين تصبح وسيلة إيقاع، وابتزاز ..،
أو وسيلة فضح وانتهاك، أو وسيلة سخرية، وهزء، أو وسيلة تصيُّد، وتجسُّس على أطراف غافلة..
المحرج في النتائج الخاطئة للتعامل معه هو أنه كشف عن هشاشة أخلاق كل العابثين، فنحن أسفاً لا نعيش في مجتمع فاضل..، إذ تزايدوا..
إنّ أخبار العابثين تثير القرف، وتؤجّج الحسرة والأحزان..، بل الأسف!!
إذ يفترض في المجتمع الذي أفراده جميعهم ينتمون للإسلام، ويؤدون أركانه في ظاهر سلوكهم، أن يكون هذا السلوك منطلقاً عن إيمان مطلق بتفاصيل العلائق بين الأداء والفهم، وبين الفهم والقناعة بإسلامية العقيدة التي من المفترض أن تؤدى سلوكاً وتنعكس في أخلاق الفرد، فلا يوقع شاب فتاة ابتزازاً، ولا يبتز طامع في مال، ولا ينتهك متجاوز حرمة بيت أو فرد..، ولا يسخر متصيِّد من غافل عن عبثه بصورة أو صوت..!
الإسلام يربي الإنسان تربية فاضلة قوامها عصبة الأخلاق بما فيها الأدب والحياء واحترام الآخر. سلوك خلق كافٍ لردع المرء عن العبث المريض الذي يُلحق بأدوائه جسد المجتمع، هذا المجتمع الذي يفترض أن يكون في عافية تامة من الأدواء السلوكية، التي هي أسس ينبغي أن تغرسها التربية، وتوطِّدها النشأة، وتوسع قدراتها مؤسسات التعليم..، وتواكبها وسائل الإعلام، وأقلام المفكرين.
وما دام يوجد وبكثرة من يستغل وسائل التواصل ببرامجها الفائقة في سرعة الرصد، والانتشار للعبث بالآخرين، فإنّ هناك ما يوجب ليس العقوبة فقط، بل العودة للوقوف على عوامل التراخي في الأخلاق، والعطب في السلوك، والقدرة على الاستهتار بروابط عصبة الأخلاق الفاضلة، إذ بات يتزايد عدد الأفراد العابثين بما لا يقبل التهاون في شأن البحث، ومن ثم العلاج.
ومقارنة ما يدعيه المربّون، وما يحصده الواقع..!
حتى لا تكون الحقيقة هي أنّ باطناً يكمن وهو يختلف عما يفترض أن يكون لأبناء المجتمع، يظهر جلياً في السلوك السافر لهؤلاء المتكاثرين الذين تنقل وسائل الانتشار أحداثهم، وتنبئ عن تجاوزهم.
أعان الله رجال، ونساء هيئة الأمر بالمعروف الذين أصبحوا مصدر ثقة لمن يخنقه العابثون بظلمهم، «فيميطون عنه أذاه».!!