د. خيرية السقاف
من قبل أن ينشأ ويقوم معهد إدارة الحشود الذي افتتحه ولي العهد خبير الأمن وربانه، بهدف تدريس، وتدريب، وتطوير كفاءة الأداء لرجال الأمن بخبرات متقدّمة عن إدارة الحشود، فإن هذه الإدارة تطبيقاً وميداناً هي من أسس العمل الأمني لوزارة الداخلية بمرافقها المختلفة، واختصاصاتها المتضافرة، وبكل مهامها مذ بيت الله الحرام قبلة، ومقصداً بما فيه من المشاعر، وإليه من الزيارة والعمرة، والصلاة فيه، والحج إليه، أرضاً مقدسة قبلة للقاصي، والداني من ملايين الحشود المتكاثرة المتناكبة، النازلة بكل فئاتها، وأعدادها، واختلاف ألسنتها، وألوانها، إذ يعمل الأمن على تنظيم الطرق، وتأمين المسارات لعبورها، وحمايتها، وسلامتها، وراحتها، ومواجهة طوارئها، فتجند لها الإمكانات بمختلف خصائصها في مقدمتها العناصر البشرية القائمة على خدمة أمنها، وسلامها، واستقرارها، وتنظيمها، بما في ذلك موانئ استقبالها، ورحيلها، ومناخات نزولها، واستقرارها، وناقلات حملها، وإيصالها.
فمكة قبلة هذه الحشود، والمدينة المنورة مزارها..
وهي على مدار السنة، قام على إدارتها من الأمن الداخلي من اكتسب الخبرة، وأدى الأمانة، ونفذ التعليمات بدقة، وفهم، ووعي، وإيثار، وتفان..
فأصبحت «قوى الأمن الداخلي» بكل عناصره مدارس في إدارة الحشود على مستوى العالم وليس على مستوى دولة دون أخرى..، إذ تفرد رجال الأمن الوطني بهذه الخصيصة، وبهذه الخبرات فأصبحوا ذووي باع فيها.
والشاهد على ذلك انسيابية الحجيج في كل عام، ما يؤكّد الاعتراف بقدرات الأمن الوطني وضلوع خبراته في إدارة الحشود..وأي حشود،!
غير أن الرغبة الجامحة من قبل رجل الإدارة قائد الأمن الأول «محمد بن نايف» لأن يزود رجال الأمن بخصائص معرفية مضافة، وبخبرات علمية مَزيدة، جعلت من «معهد إدارة الحشود» الحديث الإنشاء، الذي افتتحه مؤخراً موئلاً لاستقطاب تفاصيل، والغوص في منهج، وتقنين خبرة في كل ما يرتبط ويمت إلى الاختصاص في إدارة الحشود، بهدف تمكين، وصقل قدرات، وكفاءة رجال الميدان، على نحو متطور ومستديم.
تحية للأفكار حين تُعبر عن خبرة، وتُوظّفُ في تطبيق.
تحية للأمن، ولرجل الأمن، ولقائد الأمن، وللمستفيد من مظلة الأمن في أميز صوره، وأجمل أدائه.
في مواكبة لحاجة الوقت، ولمتطلبات الساعة.