محمد الشهري
بات من الواضح والجلي جداً أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أو بالأحرى (الاتحاد النيشيموري) على رأي زميلنا عادل التويجري، لم يعد يثق في قدرات فرقه المقرّبة التي تحظى برعايته، من الوقوف في وجه زعيم القارة (الهلال) السعودي، والحيلولة دون إضافته للمزيد من البطولات القارية، فقرر أن يقوم هو بذلك الدور جهاراً نهاراً من خلال الاضطلاع بمهمة الخصم، وغير القابل للهزيمة، ودون مواربة أو تحفظ على طريقة: (أنت الخصم وأنت الحكم)؟!.
** لهذا لا غرابة في أن نشاهد، ويشاهد العالم معنا محاولة إخراجه من المسابقة باكراً، حتى إذا فشلت المحاولة خلال دور المجموعات، كان لا بُدَّ من رفع معدل المحاولة خلال دور الثمانية.. والغرض من ذلك لكي تكون الفضيحة أخفّ وطأة من فضيحة إخراجه من نصف النهائي أو النهائي، على غرار ما حدث الموسم الماضي لصالح (سيدني) الذي أثبت جدارته الفائقة خلال تنافسات هذا الموسم الذي شرّف من خلاله جميع من وقف خلفه ليكون بطلاً قارياً؟؟!!.
** مللنا تكرار الحديث عن مهازل اتحادنا القاري، ومللنا اجترار الفضائح والمشاهد المخزية، ومللنا تقبّل القبح على مضض كما لو كان قدرنا الذي لا مفر منه؟!.
** نحن نتابع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بتنافسات ومباريات كرة القدم الآسيوية شرقها وغربها عبر التلفزة، ونلمّ عن كثب بتفاصيل أحداثها أولاً بأول.. إذن لا داعي لأن يحاول أحد ما، أن يتفلسف ويقنعنا بأن ما يجري للهلال تحديداً - وعلى المكشوف - يجري هنا أو هناك، وأن ما تعرض ويتعرض له من ( غبن بواح) إنما يُعدُّ جزءا من حالة عامة لا يعدو أن يكون أحد ضحاياها الكُثر، وبالتالي تنطبق عليه مقولة (المساواة في الظلم عدل )؟!.
** (لا) يا أيها المتفلسف : الأمور ليست كذلك، حتى على مستوى الأندية السعودية التي شاركت آسيوياً، والقول انها تتساوى في أحجام وأبعاد الأضرار (التقصّدية)، نعم جميعها تعرضت لبعض الأضرار ولكن بنسب متفاوتة ومعقولة، أما ما حدث للهلال بالتحديد فلم يحدث لأي فريق آخر على امتداد تاريخ المنافسات الآسيوية، على كافة المستويات والمسميات، ولن يحدث؟!!.
** ليس من الدهاء أن تكافئ أفضل جماهير القارة - بحسب الإحصاءات - بأن تعاقبها بالمنع من الحضور نكاية بفريقها لغرض في نفسك بدلاً من التباهي، في حين تتحول إلى (نعامة) أمام عبث الفرق الإيرانية، خصوصاً وأنت تمتلك الحق والصلاحيات في ممارسة العدل وتطبيقه بين كافة الأطراف، ولكن؟!!.
** وليس من الكياسة، ولا من وسائل اكتساب احترام العالم أن تناصب كبير القارة وزعيمها الضدّية والعداء بهذا الشكل السافر لمجرد أن ثمة من لا يتمنى، ولا يروق له - سواء داخليا أو خارجياً - رؤية هذا الكبير والزعيم ماضيا في التغريد خارج السرب، وبالتالي ضرورة إيقافه بأي شكل، وبأية وسيلة عند الحدود التي بلغها؟؟!!.
** لماذا لم يسقط الياباني ( نيشيمورا) آسيوياً بتلك الطريقة المريعة والمهينة، إلاّ عندما أصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة تحكيمياً، وأمام الهلال تحديداً، وفي مناسبة تبيّن من خلال أحداثها ومجرياتها أن الغرض من إحضاره هو تحويل مجرى البطولة، بعد الاطمئنان إلى أن العقوبة لن تتجاوز الإيقاف لمدة ستة أشهر، وهو الذي سبق أن أعلن الاعتزال نهائياً قبل القيام بمهمته تلك، لتتحول العقوبة إلى أضحوكة؟؟!!.
** لماذا لم نشاهد أحد أبرز حكام القارة، بل أحد أبرز حكام العالم، الأسترالي ( بنيامين ) من قبل، على تلك الحال المزرية التي شاهدناه عليها يوم الثلاثاء الماضي أمام الهلال.. بالطبع ليست مصادفة، وذلك لأن المتابع قد يجد العذر للحكم عندما يغفل أو يتغافل عن احتساب جزائية تحوم حولها بعض الشكوك، ولكنه كان أكثر دقة وعدالة في باقي الأحداث، أما أن (يطنش) تلك الجزائية التي لا غبار عليها، ثم يتبعها بإلغاء هدف صحيح، ليأتِ بثالثة الأثافي المتمثلة بالتغاضي عن معاقبة اللاعب الذي (تعمّد) إصابة اللاعب سالم الدوسري في ركبته بما يستحق وفق ما ينص عليه قانون اللعبة وليس مِنّة أو تكرماً منه، وبذلك يكون لدينا ثلاث حالات كل واحدة أفدح من الأخرى، بل وكفيلة بإظهار كلما وراء الأكمة من (بلاوي)؟!!.
** أعيد هنا ما سبق أن ذكرته في مقالة سابقة على اثر واحدة من مهازل الآسيوي بحق كبير القارة وزعيمها : نحن لا نطالب من يعنيهم أمر الكرة الآسيوية بأن يجيروا لنا حقوق غيرنا، ولا أن يتكرموا علينا بشيء من أعطياتهم.. فقط نحن نطالب بحقوقنا لا أكثر، كما نطالب بعدم استلاب حقوقنا ومنحها للغير بدون وجه حق.. حينئذ سنكون لهم من الشاكرين.
المعنى:
لا صار خصمك ياللبيب القاضي
أصبر وجاهد واحتزم وتوكّل
باكر ترى المليان يصبح فاضي
والمايلة بأمر الولي، تتعدّل