فهد بن جليد
أكتب هنا للتأريخ والتوثيق، ففي مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي (سقطت الرافعة) في المسجد الحرام، ولقي الشهداء (وجه ربهم) الكريم، في الحرم المكي الشريف الذي يشهد توسعة تاريخية هي الأكبر على الإطلاق، يومها كانت الأحوال الجوية سيئة - عواصف وأمطار ورياح عاتية - ونحن على أعتاب موسم الحج، الكُل يتابع المشهد، الذي تصدر النشرات في كل القنوات الإخبارية العالمية، عندما خرج فيها المحللون، والمنظرون، والبكائون، واللطامون، والشامتون... هناك الكثير ممن حاولوا استغلال الأمر للإساءة للمملكة، محاولين تعكير صفوا الحج، والتشكيك في خدمة الحرمين الشريفين!.
الكُل يترقب (الخطوة التالية)؟!
قدرنا أن هناك (مُرتزقة) في الإعلام العربي، والإسلامي، يعتاشون على مثل هذه الحوادث، ويُحابون دولاً، ومنظمات حاقدة وحاسدة على السعودية والعرب والمسلمين، للكسب المادي فقط، بعض القنوات التلفزيونية، والصحف العربية والإسلامية، ممن يديرها (تجار الشنطة) حاولت الخروج من الموقف بمكاسب، لتستضيف أصحاب الادعاءات الضالة، والمشوهة للموقف السعودي دائما ً، بتحليلات، وتعليقات، مُضحكة، ومُستفزة (لكل مسلم) بتشكيكهم في قدرة المملكة على خدمة وإعمار الحرمين الشريفين، مُتناسين أن مثل هذه الحوادث تقع في كل أنحاء العالم، بسبب الأحوال الجوية السيئة!.
هؤلاء تسابقوا على تشويه الصورة، فيما الإعلام الأجنبي كان أكثر نصافاً منهم، قناة الـCNN في اليوم التالي تستضيف خبير الأحوال الجوية الذي أكد تعرض مكة المكرمة لعاصفة قوية، والتقاء تيارات هواء (باردة وحارة) أدت لهذه الحادثة التي يمكن أن تقع في أي مكان آخر، قنوات أخرى بدأت في شرح الأسباب الفنية للحادث..!.
بين هذا وذاك استمرت (السعودية) بتزويد وسائل الإعلام بتفاصيل الحادث بكل (شفافية)!.
المشهد لم ينتهي هنا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يظهر يوم السبت في موقع الحادث - بعد أقل من 24 ساعة - مُتفقداً الأمر على الأرض، يرافقه ولي عهده، وولي ولي العهد، وأمير منطقة مكة المكرمة، ووزير المالية، فيما يشبه جولة (حكومية عملية مُصغرة)، الملك يتحدث للصحافيين داخل الحرم، ويخاطب العالم بأن التحقيقات ستجري وستُعلن بشفافية للجميع، ويؤكد أن المملكة ماضية في خدمة الحرمين والمقدسات منذ عهد المؤسس وحتى اليوم..!
بعدها القنوات والصحف تتسابق لنشر صور الملك وهو يزور المُصابين، ولعل زيارته للحاجة الإيرانية المُصابة ودعواته لها بالشفاء، رغم موقف إيران وتصرفاتها غير المسؤولة في المنطقة، تؤكد أن السعودية تخدم ضيوف الرحمن دون أن تنظر للجنسيات والطوائف أو غير ذلك، بعكس الآخرين ممن يفرقون في تعاملهم مع الأحداث، ولعل ما أصاب الزوار السعوديين في مشهد( بإيران) خير دليل!.
في اليوم التالي شعر - المرجفون، والمروجون، والكاذبون - بالإحراج من موقف الملك سلمان، الذي اصطحب (وليّا عهده) والمسؤولين الآخرين، وتفقد المكان، وزار المصابين، ووجه بالتحقيق والرفع بالنتائج، ووعد بإعلانها للعالم، رغم قدومه للتو من خارج المملكة، لذا بدأ تكتيك الهجوم الإعلامي على المملكة يتغير، في محاولة التضليل بأن لا نتائج ستظهر قريباً، وأن الحج سينتهي دون أن تعلن السعودية أي تفاصيل..!. - يتبع غداً - وعلى دروب الخير نلتقي.