ناهد باشطح
فاصلة:
(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)
- حكمة صينية -
الصور الفوتوغرافية ليست مجرد ملامح وألوان، الصور رمز وهوية.
ولذلك تنشر الصحف الغربية أي خبر عن المسلمين والعرب يتعلق بالإرهاب مع صور نساء بعباءة سوداء وبرقع.
فالنقاب أو تغطية الوجه باستثناء العينين في ثقافة الغرب غير مفهوم وهو رمز لاضهاد الإسلام للمرأة التي ترتديه مكرهة، كما أنه في تاريخ نساء الشرق رمز لعزلتهم وخضوعهم وفق الدراسات الاستشراقية ونظريات الاستعمار التي لا بد أن تصور المجتمع بالتخلف ونسائه بالاضطهاد كي تبرر استعمارها للأرض وإنقاذهم.
أفهم ذلك لكن الذي لا أفهمه أن يحدث هذا في الصحف العربية وصحفنا المحلية !!
الملاحظ أن التحقيقات والتقارير الصحفية عن النساء غالبا تنشر صور نساء عاديات في أماكن عامة يرتدين النقاب.
مهنيا يعتبرن النساء العاديات لسن مصدرا صحيحا لعدم ارتباطهن بالقضية المطروحة في المادة الصحفية.
فمن السذاجة ان تنشر الصحف تقارير عن إنجازات عضوات مجلس الشورى ثم تضع صور نساء عاديات يرتدين النقاب
الأمر يختلف إذا كانت الصورة لعضوة من العضوات منقبة وتذكر المادة اسمها لأنها تمثل ذاتها وهويتها الشخصية.
لكن أن تكون هوية المرأة السعودية النقاب فهذا لا يحقق المصداقية حيث إن النقاب ليس هوية المرأة المسلمة ولم يفرضه الإسلام الذي فرض الحجاب وبقيت تغطية الوجه مسألة خلافية.
صورة المرأة السعودية التي تنشر في صحفنا تشكل مصدرا للصحف الغربية، والأولى على صحفنا أن تبتعد عن نشر صور لمنقبات لا تتعلق بفكرة المواد الصحفية المنشورة.
حيث ان ذلك يجعل القارئ الذي لم يزر السعودية يظن أن الإسلام هو من فرض العباءة السوداء والنقاب الأسود بينما الإسلام لم يحدد تفاصيل ملابس المسلمة والألوان إنما شروطه تتعلق بالحشمة وعدم إبراز الزينة للرجال من غير المحارم.
رأيي في عدم نشر صور المرأة السعودية بالنقاب ليس تأييدا للمفاهيم الغربية التي تصور الإسلام بالتشدد فالدراسات النسوية تؤكد أن أمريكا على سبيل المثال تتشدق بحمايتها للنساء الأفغانيات بعد خروج طالبان وتدعم خلعها للنقاب زاعمة أن ذلك ضمن حقوقها الإنسانية في الاختيار، بينما لا تعرف أمريكا شيئا عن ضياع حقوق الأفغانيات في التعليم مثلا ولا تلتزم بإعطاء الأفغانية حقها في ارتداء ما تريده لغطاء وجهها.
القضية بالنسبة لي مهنية تتعلق برسم ايدلوجية لا تتفق مع الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية حيث تتنوع طرق الحجاب في الأماكن العامة وإن كنت على قناعة بأن الإعلام لا ينقل الواقع إنما يعيد صياغته.