ناهد باشطح
فاصلة:
((التعليم الذي لا يدخل سوى العينين والأذنين يشبه وجبة طعام في المنام))
- حكمة صينية -
لطالما تردد رأي أقرب إلى الحقيقة بأنّ صورة المرأة السعودية سلبية في الصحف الغربية، وعندما قررت أن تكون رسالتي في الدكتوراه تحديداً لفهم هذه الصورة، بالطبع لم أتوقع أن أجد هذا الكم من الخلفية المعرفية للخطاب الاستشراقي والاستعماري التي كان لها دور كبير في تأسيس صورة سلبية عن المرأة في الشرق.
الفرق بين الكاتب والباحث أنّ الأول مهمته أن يولّد الأفكار في ذهن القارئ، أن يجعله يفكر في الموضوع أو القضية التي يطرحها، بينما تختلف مهمة الباحث الذي عليه أن يقنع القارئ برأيه مدعماً بأدلة علمية.
يبدو لي أنّ شخصية الكاتبة والباحثة شكلا لي مشكلة في بدايات كتابة البحث وهي نقطة نبهتني إليها المشرفة عندما طلبت أن أكتب في الصعوبات التي واجهتني في بحثي دور مهنتي وعلاقتها بالبحث وتأثيرها عليه.
وفي رأيي أنّ النقطة الأهم كانت بالنسبة لي صراع الباحثة لمنع التحيز في بحث يناقش تحيز الصحف البريطانية في تغطيتها لأخبار المرأة السعودية .
كانت جملة مثل «السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارة « والتي تكررت في الصحف البريطانية ، تستفزني كسعودية وككاتبة رغم أنها جملة واقعية.
لكن أهمية النظريات في البحث أن تفسر النتائج التي يتوصل لها الباحث لا أن تعبر عن مشاعرها تجاهها.
ولذلك كانت نظرية الأطر الإعلامية ونظرية الاستشراق والاستعمار في مفاهيمها، قائداً جيداً لفهم كيف تشكّلت صورة المرأة السعودية بهذه السلبية في الصحف البريطانية.
تاريخ طويل من تعزيز نمطية المرأة في الشرق من خلال المستشرقين والمستعمرين الذين أسسوا صورة سلبية لنساء الشرق اللواتي، لا يخرجن عن إطار صورة المرأة الخانعة كالعبيد والغاوية للرجل.
وكان للمرأة المسلمة نصيب كبير من هذه الصورة النمطية استناداً إلى دور الإعلام في تثبيت هذه الصورة.
في بحثي كان للصحافيين النصيب الأكبر من التركيز على أثرهم، لأنهم وفق نظرية الأطر الإعلامية يشكلون عاملاً من العوامل الداخلية لاستعمال الأطر في بناء الأخبار. والأطر التي يستعملونها قد تتم بصورة واعية أو غير واعية لتنميط صورة المرأة السعودية في قالب سلبي.
كما أنّ اختيار المعلومات وترتيبها وإبرازها في الخبر وفق نظرية الأطر، لها أثر في تفسير الحدث وإيصال الرسالة التي يريدها الصحفي إلى القارئ.
عالم من الإثارة تقوم به الصحافة في بناء الأخبار جدير بالباحثين دراسته ومعرفة آثاره على المهنة والمجتمع.