ناهد باشطح
فاصلة:
((إن أسوأ مكان محجوز في الجحيم هو لأولئك الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة))
-مارتن لوثر كنج-
هل يشارك المواطن في الدور المنوط بوسائل الإعلام تجاه الأزمات التي يمر بها المجتمع سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية؟ إذ لا يخلو أي مجتمع من الأزمات التي تبدأ وتنتهي وترسم آثارها التي تستوجب الدراسة والتحليل من المختصين.
قبل أن يظهر الإعلام الجديد وقنوات التواصل كان بالإمكان ألا يعول على دور المواطن كثيراً، أما الآن فالدور الذي أعطاه الإعلام الجديد للمواطن من خلال اعتباره شريكاً في نقل المعلومات وتشكيل الرأي العام من خلال حساباته في برنامج «الفيس بوك» أو «تويتر» أو حتى برامج التواصل الشهيرة مثل «الواتس اب» و»التليجرام» وغيرها.
في الأزمات يُطلب من وسائل الإعلام الشفافية، وضخ المعلومات الصحيحة لتفادي الشائعات، ومن المؤسف أن يصبح المواطن اليوم بفعل سوء استخدامه لقنوات التواصل الاجتماعي وعدم إدراكه لأثرها الكبير جزء من الأزمة التي تزيد من العبء على وسائل الإعلام في محاولة علاجها للأزمات.
ذلك لأن منسوبي الإعلام من صحافيين أو كتاب يفترض فيهم الوعي برسالتهم التنويرية بينما المواطنين المستخدمين لشبكات التواصل الإعلامي من شرائح مختلفة في مستوى العلم والثقافة ويمكن أن تلعب الشريحة ذات الوعي البسيط دوراً خطيراً في بث الرسائل الإعلامية، وهنا يصبح الدور أكبر على وسائل الإعلام لتخرج من تقليديتها وقناعتها بأنها ما زالت تمتلك السيطرة القديمة على تشكيل الرأي العام، إذ عليها أن تبتكر الأساليب الحديثة لإدارة الأزمة.
المثقفون أيضاً عليهم دور كبير في عدم الانجراف وراء الشائعات وعدم تناقلها أو بثها وإن كان ذلك على سبيل المزاح والتسلية.
تغريدة تويتر أو رسالة الواتس يمكن أن تفعل تأثيراً سلبياً غير متوقع قياساً بمقال في صحيفة أو خبر في قناة فضائية لسرعة انتشارها بالدرجة الأولى والأخطر استنادها إلى عامل الإثارة.
فقط علينا أن نفكر قليلاً قبل إرسال أي رسالة من جهاز المحمول حتى لو كانت ضمن الرسائل المعاد إرسالها حتى وإن حملت نكتة أو فيديواً ساخراً فانتشارها يحملنا المسؤولية عن أثرها كرسالة تذهب للمتلقي ليست فارغة بل تحمل مضامين يفترض أن المرسل يعي مكوناتها.