ناهد باشطح
فاصلة:
((المهم في الثورة هو عدم تحطيم الكثير من الأواني الخزفية))
- حكمة عالمية -
«تويتر» نافذة مفتوحة إلى الحياة بكل تفاصيلها، «تويتر» مثل شارع كبير في حي مشهور في أي مدينة، وحين أقول «شارع» لا يعني بالضرورة أنّ هذا الشارع ليس نظيفاً، إنما ما أعنيه أنه مكان عام الرقابة الكاملة فيه مستحيلة، إذ لا تستطيع أن تجبر الناس فيه على الالتزام بقواعد معيّنة، إلا إذا الإنسان نفسه رغب في الالتزام بهذه القواعد .
في الغرب تسن القوانين ويعاقب من لا يلتزم بها لكن العالم العربي مختلف، حيث المعايير غير موضوعية في تطبيق القوانين، ولذلك يتعلم الفرد ويورث أبناءه ثقافة التحايل على القوانين بدلاً من الالتزام بها.
عدم الإيمان بأي شيء يولد لدى الإنسان القدرة على إثبات عدم قيمته وبالتالي المبرر لعدم تطبيقه.
من هنا نجد في «تويتر» تعرية لسلوكيات الناس فقوانين عرض الأفكار والحوار مع المغردين تخضع بالدرجة الأولى إلى قناعات الفرد نفسه، فما تعتبره أنت سيئاً كلفظ أو معنى يسيء لك أو إلى ذائقتك وتحظر المغرد على أثره من الدخول إلى عالمك، قد يعتبره الآخر حرية في التعبير ويتقبّل وجوده في عالمه التويتري .
في «تويتر» كلٌ يغني على ليلاه فإذا كانت ليلاك معرفة فستجدها وإن كانت ليلاك تسلية أيضا ستجدها .
عالم فيه الناس معروفين أو أشباح لكنهم يتحدثون في كل شيء، يجاملون وينتقدون، والأهم أنهم يتواصلون دون اكتراث للآخر، والمرأة فيه رغم حجبها لصورتها أحياناً إلا أنها تعلن عن أفكارها بوضوح .
«»تويتر» « مدرسة عظيمة يعلمك الصبر على الأذى وتحمُّل مسؤولية التعبير عن الرأي لدى جمهور لا تعرفه ولن تعرفه، «تويتر» دون أن تعلم يكشف شخصيتك بكل التفاصيل التي تحاول إخفاءها، لذلك ولأكثر من ذلك امتنع البعض عن الدخول في عالمه .
لأجل أن تكون فاعلاً في «تويتر» في رأيي يحتاج الأمر ألا تغفل عن مواجهة نفسك وما تفعل قبل أن تفكر في مواجهة الآخرين .
بعض الأفكار التي تعلنها تمتد بها قامتك وبعضها يجعلك صغيراً أمام نفسك، وحينها لا تستطيع مهما فعلت أن تكون كبيراً في نظر الآخرين.
في «تويتر» أنت في مواجهة نفسك أعلنت ذلك أم لم تعلن.