م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. يقول: لا أدري لماذا دائماً أحلم بأن أجد كنزاً.. أو أن يتعرف علي رجل ثري فيزوجني ابنته ويورثني ثروته.. أو أن أعمل صنيعاً لقادر فيبالغ في تقديره فيمنحني مبلغاً طائلاً لقاء ذلك الصنيع.. أو أن تناسب كليتي مريضاً من المشاهير فأبيعها له بالملايين.. أو أن أحلم بصندوق مليء بالذهب مدفون منذ آلاف السنين في الصحراء ينتظرني لأنبشه أو.. أو.. الخ..
احتمالات أحلام العصافير كثيرة.. ولا أدري لماذا لم يخطر في بالي يوماً أن أصنع ثروتي وأقيم مجدي بجهدي وجدي.. هل هي طبيعة بالوراثة أم هي تربية بيئة ليس فيها للنجاح مجال.. عجيب أمري هذا والأعجب منه أنها نفس مشاعر وأحلام كل أصدقائي وزملائي ومعارفي.. فلماذا نحن هكذا؟!.
2. يقول: لم أكن لأستطيع أن أفكر أبعد من يومي.. وإذا حاولت أن أفكر فأنا أعلم أني لن أقدر.. وحتى لو أقدمت وأبحرت بأحلامي فهي أحلام بسيطة مباشرة ليس فيها جهد أو بحث أو تعب أو مثابرة تستحق أن تكون جائزتها النجاح والثروة.. فأحلامي تدور حول سرعة الحصول على الشيء بأسهل الطرق.. كما أنها لا تقوم على الصدق بل على الاحتيال والكذب وكأنني لا يمكن أن أحقق أي شيء خارج نطاق الاحتيال والكذب.. وفي أحسن الأحوال الصدفة والحظ.. لم لا فأنا ابن محيط الأمثال والقصص والحكايات التي أعرفها ولقنني إياها من يكبرني وكلها تدور حول الحظ.. وكيف أن الحظ يصنع المعجزات.. (فمن قام حظه باع واشترى له) كما يردد أبي.. أما أمي فلم تَدْعُ لي بالتعليم الجيد ولا بالمنصب المرموق بل دعت لي بأن يكبر حظي.
3. يقول: من الغريب أنه رغم إيماني العميق بالحظ إلا أني لم أرَ أحداً ممن أعرفه قد صنع ثروة أو مجداً بالحظ.. فكل الذين أعرفهم ويؤمنون جميعاً بالحظ مثلي بقوا مثلي في أماكنهم ولم يخدم الحظ أياً منهم وما أكثرنا.. دائماً الحظ يخدم الناس الذين لا نعرفهم لكننا نسمع بقصصهم المتخيلة والتي أغلب تفاصيلها تكون من صنعنا وأمانينا لأنفسنا لو حصلت لنا.. والأغرب من هذا أننا جميعاً هؤلاء المؤمنين بالحظ نؤمن أيضاً بالعين والجن والحسد والنفس وأشياء أخرى كثيرة.
4. ثم يختم بقوله: بعد هذا العمر اكتشفت أنه لو كان الحظ مغناطيساً فأنا خشبة.. ولو بحث الحظ عن إحدى زوايا حياتي ليدخل منها فلن يجد.. فحياتي عبارة عن دائرة!.