سمر المقرن
بدون استخدام لغة الأرقام، فإنه لا يخفى على أي شخص أن المملكة هي أول من دعم الشعب السوري في محنته، وبمجرد نظرة على صفحات السوريين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي نجد كلمات الامتنان المستمرة للمملكة، التي لم تعتبر السوريين كلاجئين بل تعاملت معهم بتأشيرات زيارة مفتوحة وإقامات نظامية كأصحاب بيوت وأهل بلد، وهذا يمنحهم حق العمل الذي يُحرمون منه لو دخلوا بصفة «لاجئ»، كما فتحت لهم المملكة المدارس المجانية والجامعات والكليات والعلاج المجاني، وأصبحت الجنسية «السورية» لدينا تعني خطاً مفتوحاً لكافة الخدمات التي أحيانًا لا يستطيع أن يحصل عليها المواطن السعودي نفسه.
ليس بالأمر الجيّد أن نقول فعلنا وفعلنا، إنما ما نسمعه ونقرأه من تقارير مغرضة تحاول التقليل من دور المملكة وهو كالشمس الذي لا يمكن أن يُحجب بغربال، لهو أمر يحز في النفس، والجميع يعلم أن المساعدات السعودية لم تطل السوريين بالداخل فقط، بل امتدت للمخيمات والملاجئ في كل الدول التي يتواجدون بها، وأذكر في هذا السياق أن لي صديقة سورية تعيش في الرياض وقد كانت في زيارة لعائلتها اللاجئة إلى لبنان، فسألتها بعد عودتها عن أوضاعهم وعن المساعدات السعودية التي نسمع عنها إن كانت فعلاً تصل إلى اللاجئين، فقالت: والله إن لدى عائلتي غرفة مليئة بالمؤونة الغذائية التي استلموها من السعودية تكفي لسنوات.
صحيح أن هناك أوضاعاً صعبة للاجئين، إلا أن المملكة بكل قدراتها وإمكاناتها لم تدخر جهدًا في تقديم المعونة المادية والمعنوية، وهذا ليس للسعودية فيه منّة إنما واجب إنساني وأخلاقي وديني لا يقبل المزايدة ولا يحتمل التشكيك.
بل إن الدعم والمساعدة تم إشراك الجميع فيها فلم يكن فقط من جانب الحكومة السعودية، إنما الشعب السعودي بأكمله شارك وما زال يشارك في الدعم الإنساني ونصرة القضية السورية، وها هي البنوك جميعها قد وضعت منذ سنوات حسابات خاصة لإغاثة السوريين، والإعلام يعمل بشكل مستمر على تذكير الناس بضرورة تقديم المساعدات بكل أشكالها وصورها، ولا أبالغ أو أقلل من دور الآخرين، إنما السعودية تحمَّلت الحصة الأكبر في الدعم السوري، وهذا لكونها أكبر دول المنطقة.
أضف إلى ذلك أهمية التذكير بأن المملكة لم تنتظر نداءات الأمم المتحدة ولا منظمات الإغاثة لنصرة الشعب السوري المنكوب، بل بادرت من البداية لنصرة المظلوم وتقديم المساعدة تجاه إخوة وأشقاء لتخفيف معاناتهم وتضميد جراحهم وإن كانت الجراح السورية لن تضمد أبد الدهر. وكانت السعودية من أولى الدول العربية التي وجهت نداءات مباشرة لمجرم الحرب بشار الأسد، وقطع العلاقات بكل ما يمثل حكومة فقدت شرعيتها بعد الجرائم الشنيعة التي تمت بحق الشعب السوري، فكان الدعم اللامحدود بكل أشكاله لنصرة أخوتنا السوريين.. وبعد هذا كلّه يأتي من يشكك ويطعن بدور المملكة الشرياني والذي لا يتوقف ولا ينتظر إشادة ولا إشارة من أحد، إنما هي كلمة حق اضطررنا للتذكير بها لردم أفواه المشككين والمغرضين وأعداء الإنسانية!.