سمر المقرن
الطيارة المقاتلة الإماراتية مريم المنصوري، هي لم تعطِ الحوثيين وحدهم دروسًا في الحرب، بل أعطت العالم كلّه من تكون المرأة الخليجية التي تصعد إلى الطائرة الحربية وتقاتل دون خوف حتى صار الحوثيون يعرفون طائرتها ويهربون منها كما شاهدنا عبر ملفات الفيديو المنشرة في التطبيقات والشبكة العنكبوتية. مريم المنصوري تصعد وتقاتل لأنها مؤهلة وهي من دولة وجدت فيها المرأة حقوقها كاملة على طبق من ذهب، لذا أبدعت مريم المنصوري في مرماها كما أبدعت كل سيدة اماراتية في القطاع الذي تعمل به، ما سمعته ورأيته شيء يفوق الوصف وأنا أرى الجميع يفتخر بمريم المنصوري وكوني امرأة خليجية وعربية فمن حقي أن أفخر بها وأكتب عنها وعن الخلفية الثقافية التي أوصلتها إلى هذا المستوى.
إن ما أؤمن به هو أن المرأة عندما تُمنح حقوقها كاملة ستكون كل المساحات مفتوحة لها للإبداع، وستصيح قادرة على المشاركة في كافة مجالات الحياة بلا استثناء كما هو الحال مع المرأة الإماراتية، التي ضمن لها الدستور الإماراتي منذ قيامه حق المساواة، فصارات موجودة في كافة المواقع بما فيها المراكز القيادية كوزيرة وسفيرة وحتى قاضية ونائب شرطة. ما يمكن قوله في هذا الوارد إن المرأة الإماراتية تكاد تكون الوحيدة بين نساء الخليج الخالية من الهموم، والتي لم تشعر يومًا بأنها ممنوعة من شيء فقط لأنها «امرأة» ولأن الأوطان لا تزدهر إلا بمشاركة الجنسين، فها هي الإمارات تسابق الزمن تطورًا وتنمية بفضل أبنائها من الجنسين.
وقبل الدستور الإماراتي الذي ضمن حق المرأة الإماراتية فهناك الشيخ زايد -رحمه الله- الذي آمن بحقها في المشاركة فقد كان دائمًا ما يدعم المرأة في أقواله وأفعاله، وهناك مقولة شهيرة له عندما عبّر عن آماله بأن يرى المرأة الإماراتية وهي تقوم بواجبها وتلعب نفس الأدوار التي لعبتها شقيقاتها العربيات، ومن هنا ومن هذه الخلفية الثقافية حصلت المرأة الإماراتية على مساحة رحبة حيث وجدت نفسها وهي لا تتقدم النساء العربيات فقط، بل تتقدم نساء العالم، ولا يمكن في هذا المجال أن نغفل عن الدور الكبير الذي قامت به مؤسسة الاتحاد النسائي الشيخة فاطمة بنت مبارك في تمكين المرأة ودعمها، وكذلك الأدوار المتعددة والتي لا يمكن إيفائها في مثل هذه المساحة لكثير من النساء الإماراتيات ومنهنّ بنات الشيخ زايد -رحمه الله- ونساء آل مكتوم، والقاسمي وعدد ليس بقليل من الأسر والعائلات التي تربّت على فكر زايد ومارست نهجه.
إن هذا المختصر هو ما وددت العبور عليه لمعرفة الخلفية الفكرية والثقافية التي جعلت العالم اليوم كلّه ينبهر بنموذج نسائي إماراتي هو مريم المنصوري، والأكيد أن غيرها كثيرات فتحنّ بوابة العالمية للمرأة الخليجية، وهذا ما نعقد عليه آمالنا وتطلعّات المستقبل الذي لا يقوم إلا بسواعد الجنسين.