سعد الدوسري
بعد عصر يوم الجمعة الماضي، وقبل يومين أو ثلاثة من دخول شهر ذي الحجة، قدّر الله أن يقع حادثٌ مروعٌ في الحرم المكي، نتج منه استشهاد 107، وإصابة 238، وربما أكثر.
اللافت للنظر أن وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت كمشارك رئيس في تغطية هذا الحادث المؤلم والمفجع؛ فأصبح كل صاحب حساب على هذه المواقع يدلي برأيه، وكأنه مصدر رسمي، دون أية اعتبارات للمعايير المهنية والأخلاقية. ولن يستطيع أحد أن يحمِّل رواد تلك المواقع مسؤولية عدم الالتزام بالمعايير، ولكن التجربة نفسها قد تخلق نوعاً من التمايز بين النقل المهني والنقل غير المهني، وبين الرأي الأخلاقي والرأي غير الأخلاقي. ومن لا يستفيد من تجربة مفجعة مثل هذه التجربة فإنه لن يستفيد مطلقاً.
قد يكون الاتجاه العام اليوم مختلفاً كل الاختلاف مع ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي، على أساس أنه مجرد نتاج لأناس مسكونين بتضخم الذات، أو منجرفين لتصفية الحسابات، أو باحثين عن صيت، أو منفذين لأجندات.. لكن هناك من يرى رأياً مختلفاً، هو أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تزال تحمل في طياتها مصادر للحقيقة وللرأي الآخر وللمعلومات الدقيقة أكثر من أي منبر آخر، وأن الاستمرار في الهجوم والتهجم عليها قد يغيّب الحقائق والمعلومات والآراء التي نحتاج لمعرفتها لتوجيه العجلة التنموية التوجيه الصحيح، ولتطهيرها من أي ملمح تقصير أو إهمال أو فساد.