د. خيرية السقاف
كجبل يتحرك يتجه لقلب الصفاء،..
الغبار يضرب المدينة المستلقية على شاطئ البحر..!
ثمة رعب يصيب الحالمين بندى الماء..!
الناس هنا بين ذاهب لعمله، وسائح لغرضه، وراغب في مكسبه، وتائه في طيف لوحة، ولون ريشة، ومقترب من أهله، ومشوق لأحبائه..!!
الغبار يجثم على المدينة المتوهجة بعنفوان جمالها،..
يطويها بين فكيه،..
يلتهم الشجر، والبيوت ، والشاطئ، والمطارات، والمشافي، ومسارات الطرق،..!!
قوةٌ تحجِّمُ في الإنسان قوتَه،..
وطائفٌ يطرح كلَّ أسئلتَه على الإنسان..!
النور الذي كان منتشرا قذفه الغبارُ بذراته فأطفأه..
داكنةٌ مظلمة كلُّ المدينةِ،
لا تقاوم ظلامه..
السَّهو المعمذِر جزيئاتِ، وتفاصيل الصدورِ تحركت توقظه خيوطُ المشاعرِ،
فانتشت الصدور بيقظتها،..!
الله أكبر،
فما قوة أقوى من قوته تعالى,
ولا عظة أشدَّ وطأة على الضمائر من رسائله.. !
هرع الناس في المدينة لإسبال ستر الخشوع على نفوسهم ،وأجسادهم،..
توضأوا بماء اليقين..
واتجهوا للقبلة يصلون..!
اللهم اكشف عنا الضر،
اللهم أعد المدينة لصفائها،
خذ بيدك الغبار إلى مهجعه بعيدا عنها،..!!
ثمة وقت من وقت..!
والنبض في الصدور يعود زفر الخوف عنها،
ويشهق الشكر منها..
فالمدينة عادت لرهجة الماء في مدى بحرها،
تتلألأ أضواؤها فوق صفحته الممتدة. !!
فالله قريب قريب..