د. خيرية السقاف
لماذا يتسارع ويتسابق ذوو القوى والنفوذ في تصنيع القنابل..؟
لماذا القنبلة النظيرة لقنبلة « القيصر» أقوى قنابل العالم التي تفجرت تغدو نموذجا لرغبة النهمين للسلاح,..كما حدَّث بذلك معرض «الصناعات النووية» بموسكو حيث احتفل بمرور الذكرى السبعين لهذه الصناعات، وعرض نسخة نظيرة لأقوى قنابل العالم « القيصر» التي فاقت عند تفجيرها قوة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة..؟
فما الغرض النبيل الذي تُصنع من أجله القنابل الفتاكة، ومن للفتك به تكون..؟
ولماذا،..؟
ألا يتناقض هذا التسارع الحميم للتسليح النووي مع دعوات السلام، والسعي الحثيث لمكافحة الإرهاب؟ والتبادل النشط للحد من التسلح النووي، بل الإقرار العالمي بمعارضته وتقييده..؟
ألم تدمر دولة عربية كبرى وعظمى كالعراق من أجل ادعاء امتلاكها للسلاح النووي المخبأ فلا وُجد في مخابئها، ولم تنجُ من الفتك بها..؟
أليست هذه المفاوضات, وشن الحروب كلها من أجل قسر الدول لحظر هذا النوع من السلاح..؟!
لماذا يتناقض القول, مع الفعل, وتُقتحم الشعوب في عقر راحتها, ويُـؤخذ بالعزَّل لجحيم النوايا..؟
بينما تتباهى الدول الكبرى بامتلاكها، بل بتصنيعها لأعتى القنابل، وأشدها فتكا بالبشرية، وبمنجزاتها،وبحضاراتها، وبآثارها، بل بأرواحها واقتصادها ومواردها وخيراتها..؟!
وتهدر في تصنيعها المقدرات، والأموال التي لو أعيدت لسعادة البشر لحمتهم من شقائها..؟
إنه عالم ٌعلى صفيح نوايا تُلهب, وأغراض تُقصد, وتطلعات تُرسم..
والغافلون وحدهم هم المخدوعون,..
والسادرون فقط هم المنكوبون..
أما أولئك فإنهم يقولون ما لا يفعلون,..
ويفعلون كل ما يضمرون.. !!
والأرض وحدها الشاهد القائم, والمباد بين أيديهم بمن، وبما فيها..!