سعد الدوسري
دارت حلقات نقاش طويلة حول المهنية الإعلامية في السعودية. وأبرز ما قيل في هذه الحلقات، أنّ البيئة الإعلامية في المملكة هي بيئة طاردة. وأصحاب هذا الرأي يستشهدون بتجارب مميزة لم تتمكن من تقديم ما لديها محلياً، وحين قررتْ الهجرة إلى الخارج، وجدتْ الأبواب مشرعة لها لكي تبدع، فأبدعتْ وتميّزت.
لن نختلف على أنّ قصص النجاح التي نعايشها أو نقرأها، يجب أن تكون ملهمة للأجيال الشابة، ومحفزة للمسؤولين المحليين ليغيروا من بيئة العمل الإعلامية السعودية، لكي تتمكن من منح الفضاءات الملائمة للمبدعين في المجال الإعلامي، الذي يتسيد الموقف اليوم، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد بلادنا فيها تهديداً كبيراً على المستويات الأمنية والفكرية والسياسية.
من أهم قصص النجاح، قصة المذيعة السعودية إيمان الحمود التي تصف تجربتها بأنها ثرية على رغم قصر عمرها، بدأتْها كمراسلة سياسية لصحيفة الشرق الأوسط في الكويت، وانتقلتْ بعدها إلى باريس لإتمام دراستها العليا، حيث التحقتْ بإذاعة مونت كارلو الدولية التي فتحت لها نافذة واسعة على العالم العربي، وشاركت في إعداد التقارير من داخل الاستوديو والميدان. وكانت لها تجارب صحافية على الأرض أثناء ثورات الربيع العربي، ومن ثم بدأت تقديم نشرات الأخبار الرئيسة، وشرعت في تقديم برنامج أسبوعي ذي صبغة سياسية بعنوان «ساعة خليجية»، وهو يشارف على إنهاء عامه الأول.
لقد فرضت إيمان الحمود نفسها، وسط مهنيين مخضرمين عرباً وفرنسيين، لا يعرفون للمجاملة طريقاً.