سعد الدوسري
الثابت علمياً، أنّ الانفعال العاطفي يتسبب في غياب الحكم الموضوعي على الأشخاص أو الأشياء. لذلك نتعامل مع المنفعل عاطفياً، على أساس أنه في حالة غير طبيعية، وأنّ ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال لا تعبر عن الواقع. وفي الغالب، يتم التسامح مع الشخص، إلى أن يهدأ ويعود مرة أخرى إلى الحالة النفسية المستقرة التي اعتاد الناس المحيطون به عليها.
في الثقافة العربية الإسلامية، هناك الاستخارة، وهي مساحة كافية تتيح للشخص الجلوس مع نفسه واتخاذ قراره بعد الاستعانة بالله، بعيداً عن المؤثرات الأخرى التي قد تجعله ينصرف بالحكم تجاه ما لا يكون ملائماً له.
في الثقافة الغربية، يقولون: «نم معها»، أي مع الفكرة التي تشغل بالك، ولا تستطيع أن تصدر فيها حكماً موضوعياً، بسبب مجموعة من العواطف المترسبة داخلك أو مجموعة من الأشخاص الفاعلين في حياتك. وهذه العواطف وهؤلاء الأشخاص، لن يكونوا حاضرين، في حالة أن تنام وحيداً مع الفكرة التي تشغلك.
في المجمل، فإنّ ما يصدر عن الشخص المنتج للأفعال أو الأقوال، لن يكون موضوعياً إذا هو فَعَلَ ما فعل أو قال ما قال تحت وطأة العواطف الجياشة، ولم يتح لنفسه الهدوء والتوازن والتفكير. والمشكلة أن مَنْ سيتلقّى الفعل أو القول، لن يكون معنيَّاً لا بالعواطف ولا بالهدوء، بل سيبني حكمه على ما قيل أو ما فُعِل. لذلك، فعلينا جميعاً أن نتريث، وألاَّ ننجرف وراء عواطفنا، حين نكتب أو نتحدث أو نمدح أو نهجو أو نبرم اتفاقاً أو نشتري سلعة.