عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يعد فريق النصر العالمي الذي عهدناه في آخر موسمين أو موسم ونصف، فمن يتمعن ويدقق فيما يدور في هذا الفريق المتقلب يجد أن الثقة قد تصل إلى درجة الانعدام والتلاشي كليا بين أضلاع الفريق الثلاثة، فاللاعبون لم تعد لديهم الثقة في إدارة فريقهم والنادي بعدما أصبحت تماطل في وعودها والمدرب لم يعد مرحبا به من قبل الجميع، وإدارة الفريق حائرة بين ضعف امكانياتها وقلة دعم الإدارة لها، واليوم أصبح المشجع والمتابع يشعر بل يجزم أن العمل داخل ناديه غير مطمئن والثقة المتبادلة فُقدت- والله اعلم- متى تعود!. وقد اتضح ذلك منذ أن خسر الفريق نهائي كأس الملك وكأنه خسر بنتيجة كبيرة وليس بضربات الترجيح أو ضربات الحظ كما تسمى احياناً، وقد امتد ذلك التدهور واستمرت المعنويات الهابطة حتى فترة الإعداد المتأخرة ومن ثم خسارة السوبر نتيجة الاعداد الضعيف والمعسكر الخارج عن السيطرة، ولم يتوقف الامر عند ذلك بل امتد واستمر حتى أول جولة من الدوري عندما خسر بالتعادل على ارضه وبين جماهيره مع فريق طموحه لا يتجاوز البقاء في دوري الاضواء.
واليوم ينقسم الرأي النصراوي والمدرج الى قسمين فمنهم من يضع المشكلة كاملا في المدرب وضعف امكانياته وشخصيته الضعيفة مما جعل التدخل في عمله امرا ميسرا، وهناك من يؤكد ان الفريق يفتقد الى اللاعبين المميزين الذين بإمكانهم ان ينهضوا بالفريق ويكونوا علامة فارقة خاصة الاجانب منهم، وهناك كذلك من يرى أن الإدارة قد تشبعت وملت وأصبحت اقل حماسا من الماضي، وعلى كل حال الفريق لديه استحقاقات داخلية وخارجية واذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه فلا يحقق طموحات عشاقه، فالأمر ليس متوقفا على التعاقد مع لاعب أو لاعبين، فالأمر اصبح في الفكر وإدارة الأمور فمن حول النادي ورئيسه يبحثون عن مصالح شخصية ومكتسبات ذاتية، والأندية الأخرى تعمل لمصلحة فرقها وتميزها، وقد اتضحت الأمور من البداية وسترون النتائج قريبا ومن سيكون سعيدا ومن ستعود به العجلة إلى الماضي القريب.
ورطة لخويا مع الهلال
كان فريق لخويا القطري يعتقد انه بوصوله للمرحلة الحالية من كأس آسيا وتجاوزه المرحلة السابقة قد قطع شوطا نحو المراحل النهائية حتى أصبح مدربه بلماضي يهدد ويقدم فريقه على أنه بطل، ولكن لم يدرك أو يفهم انه سيقابل زعيم الأندية الآسيوية وان فارق الخبرة والامكانات تصب في مصلحة الهلال وأعتقد- والله اعلم- ان حرمان جماهير الهلال من الحضور ومساندة فريقها قد أسال لعاب بلماضي وجعله يؤكد تجاوز الهلال في الرياض ولكن ما حصل عكس ذلك وأثبت بنو هلال ان عدم حضور جماهيرهم وحرمانه منهم لم يكن عائقا بل كان حافزا لتعويض الجماهير العريضة من خلف الشاشات ليقدم لهم اللاعبون هدية عبارة عن نتيجة كبيرة وعريضة تعويضا لهم وتقديرا لمواقفهم الدائمة، وقد كان واضحا وجلياً فارق الامكانات والقدرات بين لاعبي الفريقين ولو صاحب التوفيق اللاعبين والحكام لكانت النتيجة أكثر وبكثير من الحصيلة التي سجلت، وأعتقد ان الهلال قد حسم التأهل من الرياض ولم يعط فرصة الاحتمالات لموقعة الدوحة، وهنا يجب أن نشيد بالفكر الإداري والفني للهلال وتوفيقه في إعداد الفريق بطريقة سليمة ونموذجية من جميع النواحي خاصة في تميزها في التعاقدات والاهم من ذلك الإدارة وصرامة القرار وتلاشي المحسوبيات والمجاملات فمبروك للوطن وللهلال ولكل عشاق المستديرة في بلادي الغالية.
نقاط للتأمل:
- مبروك فوز الزعيم على فريق الخويا القطري بعد أن قدم اداء مميزا وقدم بعض اللاعبين انفسهم من خلال اول مشاركة آسيوية لهم، وإذا ما استمر الفريق واللاعبون على هذا الاداء فأعتقد ان لقب القارة اصبح قريبا جدا من فريق الهلال.
- مهما يتغير في الاتحاد الآسيوي من قيادات ومسؤلي لجان تظل عقدة اختيار الحكام موجودة واللافت للنظر انها فقط مع الاندية السعودية فيا ترى هل هي حقد وكره للكرة والرياضة السعودية ام تصفية حسابات وامور لانعرف اساسها من الأصل؟.
- قاسية جدا وغير متوقعة اطلاقا ان تنقل جميع منافسات الكرة الكويتية للمنتخبات لتدور رحاها وتلعب على الملاعب القطرية فهل امكانات الكويت اصبحت أضعف من دول ناشئة وفقيرة ام ان العناد والمكابرة وعدم تفضيل المصلحة العامة على أي أمر آخر اوصل الامور إلى هذا الحد؟.
-خسر فريق الوحدة بصعوبة من الهلال في الرياض في اول جولة من الدوري وعاد وفاز على الحزم في الرس بنتيجة كبيرة والمتوقع ان نشاهد فرسان مكة هذا الموسم ببصمة جديدة ورائعة يعيدون زمان الوحدة الجميل وهم قادرون على ذلك.
- عيب، وأقول 1000 عيب لمن ينعت المدرب بكلمات نابية وغيرحضارية مثل كلمة (سباك) فبالإمكان انتقاد اداء واسلوب وتعامل المدرب من خلال الملعب وبكلمات وعبارات رياضية فقط فالنقد الهادف مطلوب، وكذلك الاحترام مطلوب اكثر هل فهمتم؟!.
- ليست مشكلة فريق النصر في إلغاء لاعب والتعاقد مع آخر، المشكلة الحقيقية الفكر الذي أصبح يدار به الفريق ناهيك عن تقوية المراكز الضعيفة مثل خط الدفاع وصناعة اللعب، أما التركيز على الهجوم وإحضار لاعبين مصابين واصحاب مشاكل فأي فكر بعد ذلك يطمع به؟.
- اذا توقعي اصاب كما يحدث احيانا وليس دائما فأعتقد- والله اعلم- أن تنحصر المنافسة هذا الموسم بين فريقي الهلال والاهلي فقط ولن يجدا اي مضايقة أو منافسة من فرق اخرى وستراوح بقية الفرق بين الوسط والمؤخرة.
- تأخر الاتحاد السعودي كثيرا في التعاقد مع مدرب متميز واحضر اخيرا مدرب نسبة الفوز عنده في مسيرته لا تتجاوز 40% وآخر فشل له مع فريق هامبورغ الألماني قبل ان يصبح عاطلا عن العمل فهل توقف طموح الاتحاد السعودي عند هذا الحد؟؟.
خاتمة:
إن خسرت شيئاً لم تتوقع يوما أن تخسره، فإن الله سيرزقك شيئا لم تتوقع يوما أن تملكه.
و على الوعد والعهد من كل يوم جمعة التقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.