غسان محمد علوان
تردد في الشارع الرياضي خبرٌ عن نية الاتحاد السعودي لكرة القدم برفع الإيقافات عن لاعبي الهلال والنصر الذين طالتهم اللوائح الانضباطية نظير تجاوزاتهم التي حدثت بعد نهائي كأس الملك الذي توّج الهلال من خلاله بطلاً لتلك البطولة. تلك البطولة التي تحمل الاسم الأغلى، التي تشرفت بحضور الشخص الأغلى، التي يجب على الجميع احترامها كمناسبة وحدث بشكل استثنائي.
حفلت ببعض التجاوزات التي استنكرها جميع المتابعين، وأوهمنا الاتحاد السعودي لبرهة من الزمن أنه لا يقبل على الإطلاق خروجًا عن النص في حضرة ملك البلاد. ولكن لأنه اتحاد يتأثر ولا يؤثر، ولأنه صدى لا صوت، تراجع عن حزمه رضوخًا لمطالب من هم أقوى منه.
سيناريو يتكرر بشكل ممل، وبتطابق لا يصدّق، مؤكدًا كل المزاعم التي تنتقص من كفاءة وقدرة هذا الاتحاد. السيناريو يبدأ بتسريب خبر غريب، وعادة يكون جس نبض لقرارٍ مستنكر من السواد الأعظم قي الشارع الرياضي. ويبدأ الحديث عنه، ويُشبع نقدًا وتقريعًا، إلى أن تخف سخونة ردة الفعل تجاهه ثم يصدر بشكل رسمي.
تلك الطريقة في صنع القرار، لا تصدر إلا من مسؤول ترتعد فرائصه من ردة فعل لقرار يريد تمريره، ولم يكن من بنات فكره أساسًا. فيختفي متحدثه الرسمي عن الإدلاء بأي شيء، ويبدأ المقربون منه بتبرير شرعية الفكرة التي ستصبح قرارًا مستنكرًا فيما بعد. تلك الطريقة استخدمها اتحادنا الموقر بشأن نقل لقاء السوبر إلى لندن، واتبع خطواتها بدقة حتى أصبحت واقعًا ملموسًا على الرغم من كل التبريرات الواهية التي اكتظت بها جنبات البيان الإعلامي بهذا الخصوص. مثل تسويق اللاعب السعودي، وإظهار مدى تطور الكرة السعودية في مهد كرة القدم، وعديد من الدعابات التي أضحكتنا قليلاً ورسخت في نفوسنا أن هذا الاتحاد لا يقف إلا على القرارات اللحظية، والنزوات العابرة، والضغوطات الخارجية.
الشيء الثابت الوحيد في أسلوب عمل هذا الاتحاد هو التجاوزات على القوانين، والقفز على الأنظمة حماية لأنفسهم لا غير.
متى نستشعر أن الاتحاد السعودي يرى في قوانينه والالتزام بها قوة له؟
متى نقتنع أن الاتحاد السعودي يرتقي باللعبة الأجمل في بلادنا بدلاً أن يهز أساساتها بعبث لحظي؟
متى نتأكَّد أن الاتحاد السعودي صاحب قرار، ومصدر القوة والتشريع، وهو القائم بأمره دونًا عن الجميع؟
ليس في الرياضة هبات، وليس في ميادين التنافس الحقيقي استثناءات. فالرياضي الحق يعلم تمامًا، أن في القوانين إنصافًا، وفي الحزم عدالة، وفي التشريع جمالاً.
سنظل ندور حول أنفسنا، ولن تبارح أقدامنا أماكنها قيد أنملة، ما دام في اتحادنا مسؤول يرتعد!
خاتمة...
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
(أحمد شوقي)