غسان محمد علوان
اليوم بإذن الله يتم قص شريط موسمنا الرياضي الجديد الذي تلمسنا سخونته قبل صافرة البداية عبر ثلاث قضايا: اللعب في لندن، رفع الإيقافات، إبر العنزي. وقد أشبعت القضيتان الأوليان طرحاً، وساعد القضية الثالثة قرب لقاء السوبر المنتظر ليتم غض البصر عنها مؤقتاً. لكن لنعود لكرة القدم الحقيقية، تلك التي تلعب على البساط الأخضر، والتي ظلمناها كثيراً بسبب عشقنا للعب خارجه أكثر بكثير من داخله.
يخوض الهلال والنصر مباراة اليوم بنقص هائل وغير مسبوق من كلا الطرفين. فالهلال يفتقد لهدافه ناصر الشمراني ونجمه سالم الدوسري للإيقاف، ولقائده الحالي سعود كريري بسبب حالة وفاة وغياب بديله الأول عبدالله عطيف للإصابة بالإضافة لقائده الأول ياسر القحطاني الذي ما زال في مرحلة الاستشفاء من إصابته التي حرمته من مشاركة الفريق لما يقارب الثمانية الأشهر. وفي الجانب الأصفر يغيب عن اللقاء القائد حسين عبدالغني وحسن الراهب ومحمد عيد للإيقاف، والفريدي وغالب والعنزي للإصابة. أحد عشر لاعباً مؤثراً سيغيبون عن هذه القمة، ولذلك ستبرز أدوار مدربَي الفريقين وبكل قوة في ترجيح كفة أحدهما على الآخر. من الجميل (والنادر في رياضتنا)، أن المدربين الاثنين أشرفا على فريقيهما منذ الموسم الماضي، ووقفا بكل دقة على مكونات الفريقين وأدواتهما لنتخلص من عذر (التعرّف على الفريق) التي تصاحب فرقنا دوماً مع كل بداية موسم جديد. مما لا شك فيه أن للنجوم الحاضرة في خارطة الفريقين دوراً مؤثّراً وكبيراً في حسم اللقاء، من أجانب أو محليين ولكن المدربين (من وجهة نظر متواضعة) هما على المحك أكثر من غيرهما في هذا اللقاء.
ومن مميزات هذا اللقاء المرتقب، غياب من تعود على الخروج عن النص ويعمل دوماً على تشويه كل اللقاءات، خصوصاً متى تأخر في النتيجة أو فاقداً للسيطرة على مجريات اللقاء. بالإضافة لذلك، فإن غياب من امتهن التمثيل الهزلي وكثرة السقوط والادعاء بالإصابة، سيكون عاملاً مساعداً لظهور اللقاء بشكل أكثر احتراماً وأقل سخرية.
لقاء القمة في عاصمة الضباب سيكون لقاءً تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة، والتكهن بنتيجة محددة أو حتى فائز بوجود كل ترسبات الموسم الماضي والغيابات الكثيرة المؤثّرة أشبه ما يكون بنوع من الكهانة.
ندعو الله أن يخرج لنا اللقاء بأحلى حلة، وأن يحصل على باكورة بطولات الموسم من استحقها داخل الملعب دون تأثيرات خارجية.
خاتمة...
رُبَّ كئيبٍ ليس تنَدى جفونهُ
وربَّ كثيرِ الدمعِ غير كئيبِ
(المتنبي)