سعد الدوسري
تفوق شهر رمضان الماضي على كل شهر سابق، بكمية الصور التي حرص أصحابها وصاحباتها على بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي التهبتْ هذا العام بشكل لم يسبق له مثيل. ولقد تفاوتت الصور ما بين أطباق الطبخ وسهرات السمر، إلى صور العمرة والزيارة والاعتكاف، ولم يبقَ إلاَّ نشاهد صور البعض وهم ينوون الصيام وقت الإمساك! وكأن المسألة في النهاية تتمحور حول مَنْ يتفوق على مَنْ في عرض صورة الشخصية.
أغرب الصور التي تداولتها أوساط التواصل الاجتماعي، جلسة البلوت في مسجد رسول الله، والتي لا تبعد عن قبره صلى الله عليه وسلم سوى بضعة أمتار. خبر هذه الجلسة نشرته كل الصحف، إذ تمكنت شرطة المدينة المنورة من إلقاء القبض على أربعة مواطنين، تم تداول صورة لهم بكثافة وهم يلعبون «البلوت» داخل المسجد النبوي. وبعد عمليات بحث وجمع للمعلومات تم القبض عليهم، وتبين أنهم أربعة مواطنين أشقاء تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسابعة عشرة وبمعيتهم ورق البلوت. وبالتحقيق المبدئي معهم اتضح أنهم غير معتكفين وأنهم كانوا بانتظار ذويهم من بعد الفجر حتى وقت شروق الشمس، وأن من كان يحمل الورق هو أصغرهم سناً وذلك لمجرد العبث.
إذاً، كل ما في الأمر، أن أحدهم تحدى الثلاثة الآخرين بأن يجعلهم مشهورين من خلال نشر صورهم وهم يلعبون البلوت في المسجد النبوي، ولم يتوقع أن شهرتهم ستصل للشرطة وأنهم سيبيتون وراء القضبان.