سعد الدوسري
ارتبط المسرح منذ القدم بتغيير المجتمع، سواء التغيير الفكري أو الاجتماعي أو السياسي. ومن الممكن القول إنه معني أيضاً بتغيير مزاج من يحضره. فإذا كان مرتاد المسرح مكتئباً، وحضر مسرحية كوميدية، فإنه يخرج أقل كآبة، وربما لو أن المسرحية «سامجة» يخرج بكآبة أكبر! أي أن التغيير حاصل حاصل.
في المسرحيات الكوميدية التي تنظمها أمانة منطقة الرياض في موسم العيد وغيره من المواسم نلاحظ إقبالاً جيداً من قِبل الجمهور الذي لا يحضر رغبة في التغيير الفكري أو الاجتماعي، بل ليغير مزاجه المتعكر، خاصة في غياب أي متنفس آخر. ويبدو أن الأمانة حينما لم تستطع أن تخلق مناخات ترفيهية تثقيفية، لأسباب متعلقة بالموارد المالية، وبالفقر الرؤيوي التخطيطي، وبعدم الرغبة في الدخول في صراعات مع الجهات التي تتحفظ على تلك البرامج، وجدت أن الحل الأسهل هو التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام للحصول على قاعات مركز الملك فهد الثقافي، ثم تعميد مؤسسات الإنتاج الخاص بإنتاج مسرحيات كوميدية. أما تنظيم الحضور فهو من مسؤوليات الجهات الأمنية. ومع ذلك، فإنني في أكثر من مناسبة أشدتُ بهذه الفعاليات، واعتبرتها إسهاماً من الأمانة في صناعة الفرح.
المثير في الأمر هو نجاح تجربة المسرحيات النسائية، وهي تجربة فريدة لم تحدث إلا في المملكة. فالممثلات وطواقم العمل نساء، والحضور نساء. وصارت هناك نجمات مسرحيات، نراهنَّ في كل موسم، وصارت أجورهن تزداد سنة بعد سنة. ولقد صرحتْ إحدى النجمات بأن إطلاق اسم «مسرحيات الحريم» على تلك الأعمال يُعدُّ محاولة للتقليل من شأن جهودهن.