فهد بن جليد
سألت الشيخ (عادل الكلباني) هل مازال مُتمسكاً برأيه في جواز سماع (الأغاني)؟! فقال نعم، فقلت له - ونحن في مكتبته العلمية - هل يُمكنني تشغيل (أغنية) للفنان محمد عبده من اليوتيوب الآن؟! فقال لك ذلك إن أردت، فتناولت هاتفي، وبدأنا في الاستماع إلى أغنية (الأماكن) لفنان العرب سوياً، بحضور المصور، ومرافق الشيخ!. الهدف من قيامي بهذه التجربة الجريئة، هو التأكد (عملياً) من اقتناع الشيخ الكامل (برأيه)، رغم أنه رأي شرعي مُختلف عليه منذ سنوات طويلة، ولكن الشيخ أعاد تجديده، وواجه بسببه عاصفة قوية من الانتقادات، لم ألحظ أي تغيير في تعابير وجه الشيخ مع الأنغام، ولم يحرك فيه ساكناً، بل إنه استمع للمقطع كاملاً، وكأنه يملك أذناً موسيقية، تطرب للحن والكلام الجميل، وتحدثنا عن فنانين آخرين، مؤكداً الفرق بين الأغاني الهادفة التي تروح عن النفس، وتلك التي تحوي كلمات خادشة للحياء، أو موسيقى مجون!.
الشيخ طلب عدم (عرض المقطع) تلفزيونياً، فكان له ما أراد، احتراماً لرغبته!. تذكرت هذا الموقف الذي حدث قبل عام تقريباً، وأفصح عنه هنا للمرة الأولى، وأنا أتابع تصريحات الداعية المصري (أسامة القوصي) المُثيرة للجدل، بعد أن قال: إنه تأثر إلى حد (البكاء)، بأغنية الفنان محمد حماقي (ما بلاش)، عندما أرسلها له (ابنه) المُنفصل عن زوجته!. حماقي - سمح الله دروبه - يقول ( مابلاش تغيب عنا تاني..الحقيقة إن الحياة ضحكت علينا..لا الفرق ولا اللقى كانوا بيدينا) انتهى كلامه، ومازال هناك كلام كثير وكبير حول هذه القضية، خصوصاً بعد تجربة الدكتور الشيخ (عايض القرني) وتعاونه مع (الفنان محمد عبده) في رائعته، لا إله إلا الله، التي تعرض الشيخ عايض بسببها أيضاً، لسيل من الانتقادات!!.
مُنذ الصغر وأنا مُقتنع أن الغناء لهو - غير جائز - هذه القناعة لم تتغير برأي الشيخ عادل، رغم أنني مُعجب بقدرته على الاستنباط، وحججه القوية، بعد القراءة والبحث؟!. مُتأكد أن هناك شبابا كثيرون (حيارى)؟ هل يستمرون بالاستماع (للموسيقى) والغناء؟ أم ينشغلون (بالشعبيات والشيلات المُتجددة)؟!.
الشيخ (القوصي) رد على مُنتقديه بأنهم (معقدون)، والشيخ عادل (فضح) كل من خالفه، والشيخ عايض قال القصيدة فيها (ذكر لله)؟!.
(نروح) مع مين؟ مع الرأي اللي تربينا عليه؟ أم مع الاجتهادات الجديدة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.