فهد بن جليد
أجمل ما سمعته يوم - أمس الأول - عندما أدرت ندوة مكاشفة تلفزيونية على الهواء مباشرة، بين أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، ومجموعة من الشباب للحديث عن أفكار ومقترحات شبابية، للمساهمة في محاربة الإرهاب والفكر الضال، ما قاله أحدهم لي: نحتاج أن يسمع لنا (المسؤول)، الأمير يسمع لنا الآن، ولكن أين الوزير؟ والمدير؟ والأب..؟!.
بالفعل شبابنا يحتاج أذاناً (خبيرة وصاغية)، تُنصت وتُرشد، وتثق، فعقولهم كنز نتسابق نحن، والأشرار للوصول إليه، إما أن نجذبها إلينا، ليُعمِلوها في كل مُفيد لهم، ولدينهم، ثم وطنهم، أو أن نفشل فيستغلها المُغرضون ليُفخخوها ضد ديننا، وبلادنا، ومستقبل أمتنا..!.
الفكرة بحد ذاتها جديدة، ونادرة الحدوث في مجتمعاتنا العربية، أن يقبل مسؤول بالجلوس مباشرة على الهواء لسماع ملاحظات ومطالبات ومقترحات (شابٍ) يعبر عن شريحة تفوق نصف المجتمع، ويتحدث عن موضوع مهم وحساس، هو المُستهدف به في الدرجة الأولى من قبل الأعداء!.
بكل تأكيد إنها الثقة في القضية والمحاور، لم يكن طرح الشباب عادياً أو تقليدياً، كما يُصوره الإعلام عقب حدوث أي عملية إرهابية، أو الكشف عن خلية أو جماعة متطرفة، الشباب لا يحتاج من يتحدث ويُنظّر عنه، هذه المرة عبر الشباب عن نفسه بنفسه أمام الرجل الأول في منطقتهم، وطرحوا الأفكار التي يرون أنها تسهم في حمايتهم، وتسهم في منع انجراف - أيٍ منهم - خلف الأفكار الضالة، بالتغرير بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي!
الأمير دعا الشباب سابقاً لحضور مجلسه، والتحدث بصوت عالٍ أمام الأهالي، واليوم ترجم هذه الثقة في شبابه عندما أسند لهم أمام الجميع مهمة قيادة حملة #معا_ضد الإرهاب - والفكر الضال في هذه المرحلة، وتشكيل فريق من الشباب والشابات، لإدارة حسابات الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومناقشة أقرانهم، بعد الرجوع للعلماء الشرعيين، والتباحث والتشاور مع المُتخصصين في المجال التقني والأمني، لحماية الشباب من مشايخ ودعاة تويتر غير الموثوقين!.
شبابنا هم أول من يمقت مثل هذه الاعمال الإجرامية، التي لا يُقرها الدين الصحيح، ولا تنسجم مع التعاليم الإسلامية، أو الأخلاق العربية، ولا نخوة وطبيعة الإنسان السعودي الذي لا يقبل ولا يُقر مثل هذه التوجهات..!.
علينا أن نستمع لصوت الشباب، ونتفاعل معهم، فمن هو يا ترى الوزير أو المسؤول التالي؟ الذي سيقوم بهذه الخطوة الوطنية لحماية شبابنا، والإنصات لهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.