فهد بن جليد
بما أن اليوم الجمعة، أقول لكم أولاً (جمعة مباركة) استنادا لفتوى تُجيز هذه التهنئة، شريطة أن لا تُصبح عادة أسبوعية تُخصص لهذا اليوم !.
سأخبركم بسر، في حال رغبت التخلص من صديق مُزعج، فإنني أواعده صباح يوم الجمعة، لعلمي أنه وقت ثقيل جداً، ولكن الجزاء من جنس العمل !.
صباح يوم الجمعة، مُختلف عن بقية الصباحات، سمِّه كسلا، خمولا .. ما شئت، فالشوارع شبه خالية، ومعظم المحلات مُغلقة، الإشارات تعمل دون أن يكون هناك سيارات في التقاطعات، وكأن الناس قد أغمي عليهم جميعاً..!.
لن تجد غير (المتسولين) يحاولون الاستفادة من روحانية هذا اليوم، إضافة لعدد من سيارات (الخضار) التي يبحث سائقها عن جامع (يؤمه مصلون) كُثر !.
لا أعرف لماذا يصف بعضنا يوم الجمعة بالخمول، والكسل، والملل، وهو يوم الفضائل؟ و يوم (إجازة) ؟ ويوم (عيد أسبوعي) للمسلمين ؟ إضافة إلى أنه مُرتبط بسنن خاصة به، لها جوائز، وأجور عظيمة ؟!.
دراسة أمريكية تقول أن يوم الجمعة بالنسبة (للخواجات) هو يوم الروابط الاجتماعية، كونه يأتي في الجزء الثاني من منتصف الأسبوع، ولا أعرف كيف يمكن لنا كسعوديين أن نصف علاقتنا بهذا اليوم، بعد اكتمال عامين كاملين من تغيير (عطلة نهاية الأسبوع) من الخميس والجمعة، إلى الجمعة والسبت؟!.
الأيام تتسارع، رغم أن الزمن هو الزمن؟ طبعاً على السالمين والأصحاء، وليس على (المرضى) أو (المسجونين)، فاليوم أصبح مثل الساعة، والأسبوع أصبح مثل اليوم، والشهر أصبح مثل الأسبوع وهكذا..!.
صباح يوم الجمعة، تعمل (فئة غالية) علينا، بجد واجتهاد، و تستحق الشكر والتقدير على ذلك، هم رجال الأمن الذين تفرعوا في هذا اليوم للقيام بدورهم الأمني الكبير، وتسهيل وصول المُصلين (للجوامع) لأداء الصلاة، في أمن وطمأنينة، بعد أن حاول (الخوارج) وجرذانهم الجُدد، تخويف المصلين، وإشغالهم عن عبادة الله !.
أين أصحاب العقول ؟ هل يستوي من يحرس ويحمي المُصلين، بمن يحاول مهاجمتهم ؟!.
ويل لمن منع مساجد الله أن يُرفع فيها ذكره، ويل لمن أخاف الركع السجود، أين عقول هؤلاء؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.