فهد بن جليد
يُقال هذا المثل الناقم، لمن يقوم بأعمال (رديئة) يخالف بها، ما عُرف عن أهله وأجداده من كرم، وشجاعة، وصلاح، ونحو ذلك!
يرتفع ضغطي، وأصاب بهستريا المشاهدة، وأبدأ في التمتمة - لا شعورياً - عندما أشاهد في التلفزيون (فنانة) وهي (مشخلعة) ملابسها، وحاطه (رجل على رجل)، وتقول بكل بجاحة لمذيع (يتصبب عرقاً): أنا من (عيلة) مُحافظة جداً جداً، وتربية (تربية صحيحة), قبل أن احترف الرقص، أو الغناء، أو التمثيل؟!.
يا عيني على التربية، يا عيني المُحافظة، ودقي يا مزيكا، وزغردي يا نشراح ، لأني اللي جاي مش زي اللي راح!.
المُصيبة هو تأثير مثل هؤلاء على الجيل الصاعد، ومفهوم المحافظة، فكيف سيكون شعور (شاب أو فتاة) وهو يشاهد فنانة قد تسبب له (فتاق) في رقبته، بسبب محاولاته تحويل الشاشة إلى (3D)، حتى تعكس له الواقع والصورة كاملة؟ وهي تتحدث عن تربيتها (الصالحة) و(الصحيحة)، قبل أن تنخرط في الفن، وهو ما ساعدها على البروز، والنجاح، ولا تنسى دعم (أسرتها) لها، بعد أن عارضتها في بداية الأمر؟!.
قلت سابقاً إن خطر حديث (الفنانة أو الفنان)، أخطر من تأثير (أعماله المهببة) على الشاشة أو في السينما، فما نُشاهده يبقى تأثيره في إطار الأعمال الفنية أو الغنائية، أما اللقاء فهو يعكس الحياة المُباشرة، فإذا كان ما تقوم به الفنانة، من (هز وسط)، وأدوار جريئة، نتاج (العيلة المُحافظة)، فكيف نقنع الجيل الحالي، والقادم بأن ما نقوم به هو تربيتهم (تربية مُحافظة)؟!.
برأيي أنه لا يجوز إعلامياً أن يتشدّق (فنان أو فنانة) بتربيته أثناء اللقاءات التلفزيونية، ليسوق نفسه أمام شبابنا، بأنه نتاج (تربية مُحافظة)، ويشوش على أذهانهم!.
فالواجب على المحطات التلفزيونية، أن تركز على (القيمة الفنية) للفنان فقط، وهو ما يهم هنا، وتحصر حديثه عن مشواره الفني، بعيداً عن المُزايدة بسمو أخلاقه، ومحافظته!.
لا يمكن التجني على (التربية المحافظة)، بأنها تقود إلى نتائج (غير مُحافظة)؟ إلا إذا كان هناك خلل ما، ينطبق عليه قول العرب في مثلهم الشعبي (النار ما ترث إلا رماد)!
وعلى دروب الخير نلتقي.