عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة ما زال المجتمع الرياضي يأمل ويتطلع أن يكون المقام السامي وكعادته المنصف والمنقذ له بعد الله في إنصافه وتحقيق رغبته وتشجيعه في عدم السماح ورفض نقل ولعب لقاء السوبر السعودي بين العملاقين السعوديين النصر والهلال في مدينة لندن في منتصف الشهر القادم، ولم يأت أمل الشباب السعودي وتطلعه لتلبية الشريحة الكبرى منه إلا بعدما عرف الجميع أن الاتحاد السعودي والمعني بالأمر تسرع في اتخاذ القرار، فرحيل فريقين بكامل عدتيهما وعداتهما وبعض الجماهير يحتاج إلى موافقة سامية على الأقل لو حدث شيء ما خاصة ونحن اليوم نعيش في وضع يجب أن نكون أكثر حرصا وانتباها لما يحاول أعداء النجاح من تحقيق رغبتهم في شق صف شباب هذا الوطن المتماسك والمتكاتف والواقف بكل شموخ خلف وطنه وقيادته، ثم إن إقامة المباراة خارج الوطن هو قتل للترويج للسياحة الداخلية وتشجيع للسياحة الخارجية، وهذا يتنافى تماما عما تقوم به هيئة السياحة والتراث الوطني وما يزيد من أمل المجتمع الرياضي في تحقيق رغبته ولعب اللقاء في إحدى المدن السعودية تلك المبررات غير المنطقية وغير المقبولة فتسويق اللاعب السعودي عالميا غير منطقي وهو لم يصل إلى الإقناع العربي والخليجي فالخط واضح من عنوانه، فالملعب الذي ستقام عليه المباراة لا يوحي بأن للاستثمار علاقة من خلال هذا اللقاء فبلد كبريطانيا تحتضن أكبر وأميز دوري في العالم يذهب فريقين من بلد عربي في عز الصيف ليلعبا لقاء أشبه باللقاءات الودية ويتطلع إلى عائد استثماري فهذا مع احترامي أشبه بكذبة ابريل رغم أننا في يوليو، وهنا يأتي في خاطري سؤال من عدة تساؤلات إلى متى والناس تستغفل بعضها البعض؟ والى متى سنستمر في محاولة تمرير أشياء لا تنطلي إلا على السذج والأغبياء؟ وهؤلاء اندثروا وتلاشوا فالناس اليوم أذكياء ومتعلمون ويعرفون ويدركون أكثر وأكثر من المسئول وما يجب أن يدركه الجميع أن الأمور واضحة وضوح الشمس خلف هذا القرار الذي لم يكن ليتخذ لو كان الوقت غير وقت التصييف والاستجمام ولكن مازال للأمل بقية.
النصر والهلال يستغيثان
أعرف وأدرك أنهما ليس الوحيدين في الساحة اللذين يناشدان ويستغيثان ويتطلعان ويبحثان عن منقذ لما يعيشانه من أوضاع مادية مأساوية تتحدث عن عدم صرف مرتبات تصل إلى سبعة أشهر، وهذا أمر يتنافى حتى مع الأعراف والحقوق الدولية ولكن أخص بحديثي هذا اليوم هذين الناديين الكبيرين لعراقتهما وجماهيريتهما والأكثر حضورا في الساحة مؤخرا مع الأخذ بالاعتبار أن جميع الأندية تعاني من المشاكل المادية وتعج أدراج إداراتها بالشكاوي من الداخل وبعضها من الخارج، ولكن عندما نتحدث عن قطبي العاصمة التي دائما ما تتغنى بكثرة المستثمرين وتعدد مصادر الدخل ووقوف أعضاء شرف خلفها نجدها اليوم مثلما تداولت الصحافة متورطين وغارقين يبحثون عن طوق نجاة من خلال استنجادهم ومناشدتهم لأعضاء الشرف لفك الأزمة وإيجاد تمويل مادي عبارة عن هبة أو شرهة للتخلص من تسديد الرواتب ليتسنى لهما تسجيل لاعبيهم الجدد من الداخل أو الخارج، ولكن إلى متى ستستمر الأندية في وضعها الحالي بين استنجاد واستغاثة وتوسل لأشخاص أصابهم الملل من كثرة التوسلات والطلبات ثم إذا كان أكبر ناديين في المملكة يعيشان هذا الوضع فماذا عسى أن نقول عن البقية؟ خاصة غير الجماهيرية أو من تقبع في مدن أقل كثافة سكانية، وهذا مؤشر خطير وقد يقود بعض الأندية إلى إعلان أفلاسها وهي بالفعل كذلك حتى ولو لم تعلن ذلك، وهذا قد يدخل الرياضة السعودية في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
نقاط للتأمل
- ما أعرفه بل متأكد منه أن أي ناد لديه رغبة في إقامة معسكر خارجي من أهم الشروط حصوله على موافقة لإقامة المعسكر والسفر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والسؤال المطروح كيف يتم الموافقة والسماح لجميع الأندية المديونة والتي تعيش أزمات مالية كبيرة بالسفر وإقامة المعسكرات؟ أليس من الأفضل حل مشاكلها وتوفير مالها لسداد ولو جزء مما عليها من التزامات ومديونيات.
- تغادر بعض الاندية للدول الأكثر تكلفة لإقامة معسكر ولعب مباريات ودية على حساب بعض الشخصيات او الاثرياء المنتمين لهذه الاندية وهي نوع من المباهات والترزز والتسابق غير الموفق، فلماذا لا تسخر هذه المبالغ والهبات لتسديد الديون والالتزامات خاصة مرتبات اللاعبين والعاملين الذين يمر العام الكامل دون حصولهم على مرتباتهم.
- دور الأندية اليوم يجب أن يتجاوز الرياضة وممارسة الكرة، فدورها هام جدا لتثقيف شباب الوطن من خلال نجوم ومشاهير تلك الأندية وذلك لتنوير الشباب وتوضيح أهمية الوطن ولحمته والتكاتف خلف قيادته وعدم الانجراف خلف من يحاول جرهم إلى أشياء خارج مصلحة الوطن ومكتسباته.
- تتطلع الجماهير النصراوية إلى الوعد الذي قطعه رئيس النادي على نفسه بصفقة من العيار الثقيل وكان ذلك في المؤتمر الصحفي للاعب نايف هزازي ولكن البعض من الجماهير يعتقد أن الوعد راح في خبر كان حيث لا يوجد في الأفق ما يدل على تحقيق ذلك الوعد.
- إذا كان الحارس القادم من الساحل الغربي هو طموح الفريق العاصمي وبطل الدوري فقل على المنافسات القادمة السلام فالحارس المعني كان في الفريق المنافس وزعيم القارة وتم الاستغناء عنه لأسباب فنية، واليوم يعتبر السبب الرئيسي في عدم حصول فريقه على بطولة الدوري بأخطائه الكارثية في المباراة قبل الأخيرة فهل أصبح الطموح حارسا اقل من عادي؟ نعم قد تكون هي المفاجأة المنتظرة.
- ستستمر معاناة نادي الاتحاد من خلال فريقها الأول لكرة القدم فكثرة تغيير المدربين ليس الحل وليس العلاج المناسب للمشكلة واستمرار بعض اللاعبين المنتهية صلاحيتهم من باب مجاملة الجماهير هي أم المصائب، وكذلك الضعف الإداري والذي لا يستطيع انتشال النادي وحل مشاكله.
- تأخر تسجيل المحترف الرابع للفريق النصراوي أمر مقلق ومغادرة الفريق بدون محترفيه وخاصة مورا يفقد عناصر الفريق الانسجام المطلوب وتصبح الفائدة من المعسكر اقل فائدة والمردود الفني أقل من الطموح، فهل الغاية من الذهاب فقط لإقامة معسكر كيفما اتفق؟ لا أتمنى ذلك.
خاتمة
بعيدا عن العاطفة نحن أحياناً نستحق ما يحدث لنا حتى نصحي من غفلتنا.
وعلى الوعد والعهد في لقائكم من كل جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.