فهد بن جليد
هذا المثل الشعبي الدارج، والذي يعني أن السيل قد يجرف الإنسان، وهو ينظر إلى السماء ويقول إنها (ديمه) أي مطر نافع ساكن فيه رذاذ، وحباته صغيرة، وهو المثل ينطبق على التطور التكنولوجي المخيف من حولنا، كما سنعرف لاحقاً!.
لا علاقة لهذا المثل بالتحليلات السياسية، وإذا ما كان الاتفاق النووي (الأمريكي - الإيراني) سيل أم ديمه؟ وإن كنت أجزم أن المحللين الأمريكان، لو عرفوا بالأمر لرفعوا لافتات أمام البيت الأبيض كتبوا عليها (يدربيه السيل .. ويقول ديمه), وربما كانت عنوانًا لتحليلاتهم ومقالاتهم السياسية، تعليقاً على خطوات (أبو حسين) الفعّالة !.
الخوض في السياسة أمر لا أحبه مُطلقاً، وأعتقد أنني من (الجهلة) في هذا المضمار، فقد عُرف عني أنني أسير بجانب (الحيط)، لكن سامح الله (الجدار) أحياناً يخذلني ولا يسير بجانبي، وعندها أصبح مثل غيري، (ألوك) في السياسة وأخوض فيها، ومن المُفارقات العجيبة، أنه ربما يكتشف علماء التكنولوجيا قريباً (مُحللين سياسيين إلكترونيين), فلا يحتاجون لعبث العابثين أمثالي من البشر!.
هذا الأسبوع دشن العلماء (الألمان) تكنولوجيا رقمية جديدة أطلقوا عليها اسم (التكنولوجيا القابلة للارتداء)، وهي عبارة عن ملابس يرتديها الإنسان، وتقوم بالكثير من المهام الدقيقة نيابة عنه، فالقفازات تطلق أصوات ترحيبية بالشخص المُقابل، وتسأله عن بعض الأمور التي تم تخزينها مُسبقاً، كما أن الملابس العلوية للإنسان يمكنها تبريد الجسم، وإرسال إيميل إلى شركة التأمين، أو المستشفى، لتزويدهم بموقع الشخص لإرسال سيارة إسعاف، وتقديم تقرير أولي عن نبضات قلبه، عند الحاجة للتدخل السريع!.
التصميم التفاعلي الذي كشفت عن نسخته الأولى (جامعة ماغدبورغ) الألمانية، يعتقد العلماء أنه (ديمه) تفيد البشرية تبعاً للمثل السابق - يُقال الخبل ما ينسى سالفته - بينما هو سيل جارف لأنه يلغي العلاقات الإنسانية!.
العلماء فكروا في تطوير هذه التقنية لمساعدة الصم والبكم - بداية الأمر - لكن التجار، وأصحاب رؤوس الأموال، يبحثون عن الربح السريع، لأنهم إذا دخلوا في فكرة أفسدوها!.
نهاية الأسبوع الماضي، سمعت مُحللاً يتحدث عن أن ما يُصيب سوق الأسهم السعودي الآن، هو انخفاض تصحيحي، بسبب الظروف الاقتصادية العالمية، وإجازة الصيف، وانخفاض أسعار النفط!.
برأيكم ألا ينطبق عليه هو الآخر (العنوان أعلاه)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.