فهد بن جليد
يبدو أن إيران تتحدى فعلاً مشاعر المسلمين، وتتجه لعرض فيلم «محمد رسول الله» يوم السادس والعشرين من الشهر الحالي - الأربعاء المُقبل - في دور السينما الإيرانية؟ رغم تحذير العديد من المراجع والمراكز الإسلامية وعلى رأسها الأزهر الشريف، من مغبة الخطوة الاستفزازية؟!.
في أغسطس عام 2011م كتبت في هذه الزاوية مع بداية تصوير الفيلم، تحت عنوان «الإيراني مجيدي وحلم النبوة»، مُحذراً من تحريف السنة النبوية في العمل الفني، والذي للأسف قد يحدث بأيدي «سينمائيين ينتمون لدولة إسلامية»، الخوف قائم حتى الآن أن يطال شخصية النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - تحريف وتزوير مذهبي طائفي (بغيض) من (ثالوث العمل الفارسي) المخرج والمؤلف والمُنتج، كونهم يتبعون «مذهباً معيناً»!.
هذه المخاوف لن يستوعبها المُشاهد العادي، الذي قد ينجرف خلف تسويق فكرة أن العمل «عالمي»، ويهدف لتجسيد «شخصية محمد» صلى الله عليه وسلم، للتعريف بالإسلام، ولكن السؤال المطروح: أي إسلام سيتم التعريف به في هذا الفيلم؟!.
المسؤولية تقع على عاتق العلماء (الربانيين) الذين ينتظر منهم الرد على هذا العمل المُستفز والمُحرف لحياة (سيد البشر)، والدور الأكبر ينتظر من ملاك الفضائيات العربية، والسينمائيين المسلمين، الذين يجب عليهم الوقوف في وجه هذه الخطوة «الفارسية الاستفزازية»!.
قبل أكثر من 5 سنوات صرح «مجيدي» مخرج العمل وبطله، لصحيفة «روزا اليوسف المصرية» قائلاً: «لسوء الحظ لا توجد مصادر شاملة كاملة حول طفولة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما المصادر المتاحة تحوي بعض البيانات المتكررة والمزيفة» - حسب قوله - علقتُ على الأمر في حينه: أن هذا ربما كان تمهيداً للتحريف والتزوير في الفيلم، بحجة نقص المصادر!.
في ذلك العام، ضحكت من تحذير وزير الثقافة والإرشاد الإيراني - آنذاك - وغضبه من BBC لعزمها بث فيلم وثائقي عن سيرة «الرسول صلى الله عليه وسلم»، فيما تغض إيران الطرف عن تصوير «فيلم محمد»، اليوم يضحكني الإيرانيون مُجدداً بقولهم إنهم لا يهدفون «للربح المادي» من شباك التذاكر لأن التعريف بشخصية محمد «لا تقدر بثمن»!.
في حال عرض الفيلم فعلاً، فإن إيران تؤكد أنها فقدت «بوصلتها»، ولم تعد تستطيع تحديد الطريق الصحيح للقرب من «العالم الإسلامي»؟!.
اللهم صل وسلم على نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وعلى دروب الخير نلتقي.