جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يكفِ العرب والمسلمون السمعة السيئة التي نشرها تنظيم داعش الإرهابي بأفعاله الإجرامية التي شوهت صورة العرب والمسلمين وبالذات في الدول الغربية التي التحق عدد من شبابها المولدين في الغرب بميلشيات داعش وبالذات في سوريا والعراق وهو ما أوجد حالة من الرعب من المسلمين والعرب بما فيهم الجيل الثاني الذين ولدوا على أرض أوروبية وأمريكية.
لم يكفِ العرب والمسلمين تشويه السمعة هذه المنتشرة الآن في عموم مناطق العالم ليضيف لها (السياح العرب) تشويهاًَ آخر مجسداً الصورة السيئة للعرب والمسلمين. السياح العرب سواء القادمين من دول الخليج العربي أو من الدول العربية الأخرى أصبحوا مثار تندر وسخرية، بل وحتى احتفار، فبالإضافة إلى التباهي بصورة مستفزة من خلال إحضار أو استئجار السيارات الفارهة والاستعراض بها في شوارع المدن الأوروبية والسير بسرعة تزيد على ما هو محدد في تلك الشوارع وكسر قوانين السير.. ارتكب بعض السياح (فضيحة) مجلجلة في إحدى العواصم الأوروبية عندما اصطادوا بطة من البط الذي تحرص العديد من الدول الأوروبية من تركها في البحيرات للسباحة والتي يستمتع بها زوار البحيرات التي عادة ما تقع في الحدائق الكبيرة.. وتحظى أسراب البط في البحيرات باحترام وحب وتقدير من زوار البحيرات الذين يقدمون لها الغذاء، ويحرصون على عدم إيذائها وصغارها، بل إن أسراب البط في بريطانيا تحظى بحماية ملكتها.. فالبط في بريطانيا تحت حماية الملكة ومحاولة صيده يعد جناية يحاكم عليها من يقدم على فعلها، فكيف إذا ما تجرأ وقام باصطيادها وذبحها وطبخها غير بعيد عن المكان الذي كانت تعيش فيه مطمئنة.
ولقد اكتشفت الجهات المسؤولة من حماية الحدائق والبحيرات في لندن وبالتحديد في حديقة هايدبارك أن البط الذي يتواجد بكثرة في بحيرة الحديقة قد اصطيد بعضه أكثر من مرة، وأن الذين اصطادوا البط قاموا بذبحه وطبخه غير بعيد عن البحيرة.. إذ وجدت آثار الطبخ ظاهرة، وأن الطعام الذي احتوى أجزاء من لحم وعظام البط يشير إلى أن من قام بطبخ البطة هم من العرب. إضافة إلى هذه الجريمة السلوكية البشعة التي أثارت استهجان البريطانيين والعديد من الأوروبيين، رصد موظفو الحدائق في أوروبا، وبالذات في النمسا وبريطانيا الاستعمال السيئ للسياح العرب الذين يتركون فضلات الأكل، وبعضهم يقوم بعمل الشاي والقهوة وترك الحجر والنيران موقدة ويغادر الحدائق وهو ما يشكل خطورة على مرتادي الحدائق ويشوهها ويمنع الآخرين من الاستفادة منها.
هذه السلوكيات جعلت المسؤولين عن تلك المنشآت الترفيهية يفكرون في سن قوانين قد تصل بمنع السياح العرب من ارتيادهم للحدائق والمنشآت الترفيهية.
تشويه الصورة السلوكية للعرب والمسلمين والتي سببها تصرفات قلة من السياح العرب وهنا لا نحصر ذلك في فئة معينة من السياح، فبالإضافة إلى صور التباهي والاستفزاز من السياح الخليجيين الذين يستعرضون بسيارات فارهة مستأجرة في شوارع لندن وباريس، وجدت بقايا طعام أعد في حديقة هايدبارك للمنسف الذي تشتهر به إحدى الدول العربية وبقايا لعملية إعداد طعام سمك المسكوف وهو ما تشتهر به إحدى الدول العربية، إضافة إلى بقايا طبق الكشري، وهو ما يجعل كل العرب الذين يقصدون البلدان الأوروبية مشاركين في تشويه الصورة العربية من خلال القيام بتصرفات وسلوك متخلف يصرون من خلال القيام به على تجسيد صورة العربي المسلم الذي لا يكتفي بارتكاب الإرهاب بل يمارس حياة متخلفة وسلوكاً رديئاً يضر بالإنسان والحيوان والبيئة.