د. خيرية السقاف
أحيا وزير التعليم فن الخطابة في أسلوب جميل، ومضمون شامل عميق، وهو يوجه من مكتبه خطابًا مسجلاً بثته وسائل الإعلام في الليلة التي أصبح عائدًا للتعلم والعمل في صبحها الدارس والمعلم والإداري والمشرف وأستاذ الجامعة والباحث في مركز أكاديمي وجميع أفراد المؤسسة التعليمية والعلمية..
منذ أمد بعيد لم نستمع لخطاب مفعم بالأهداف والمضامين في المؤسسة التعليمية مثل هذا الخطاب، إِذ بعده إن لم يلتزم بتوجيهاته، وطموحاته، وجوانبه كل في الجزء الذي يخصه، فإن خيبة الأمل سوف تصيبنا نحن، أما «عزام الدخيل» فصاحب قرار ومن حقه أن يتابع التنفيذ، ويراقب الأداء، فيما نتوقع أن جميع الأطراف ستعمل جاهدة للأخذ بهذه المؤسسة العصب والمبتدأ والأساس في المجتمع نحو ما يحقق ما جاء في خطابه..
الذي لفتني شخصيًا في خطاب الوزير أن سقف اللغة، والتعبير، والإلقاء كان عاليًا، وأن لسان الوزير ما زل بلحن، ولم يخطئ في مخرج، وكان ذا منطق، وحجة، وأن الأهداف من مؤسسته جاءت واضحة جلية، وأن المحاذير التي ألمح إليها، بل صرح بها هي محور ذو بال، ..
ولا ننسى أن لفن الخطابة دوره في الوصول بالغايات إلى مصادر تحقيقها، وروافد إمدادها، وأن العرب كانوا أبلج الخلق في خطابهم، وأوضح الناطقين في نبرهم، وأعمق المعبرين بلسانهم، فالعربية هي اللغة القادرة على احتواء المقاصد، وإظهارها بما فيها من البيان الرفيع، والمشوق حين يُرغَّب في، والمفحِم حين يفند عن، والمؤثر حين يُبسط ما، والموحي حين يلمح إلى، والمنبه حين يكني عن، أو يشبه بـ..!!
جاءت خطبة وزير التعليم على نحو أعاد للخطابة دورها،. اختصر فيها حاجات التعليم، وأدوار المعلم، والمتعلم، ومن له علاقة بهما في جميع المراحل، والمستويات.
ولعلها تكون سُنَّة يتخذها مع هذا المجتمع الكبير الذي ينتمي لمؤسسته، وتعتني هي به، في أطراف البلاد الممتدة، وسعة الأرض حين تكون الخطبة منبرًا، ووسيلة للوصول، والاتصال، والتبليغ.
نتمنى للجميع سنة دراسية موفقة، ولطموحات الوزير أرضًا تقلها، ونهرًا من التعاون تتدفق روافده، وجداوله، وأيد معه من حكمة الخُلَّص، وفعل الصادقين، وجدِّ الفاعلين، وبذل المؤثرين، وإخلاص المتقين.
ولعل الله أن ينفع بالعلم والتعليم والمتعلمين لبناء لا ينقض، ومستقبل بالآمال يمتد، وبالأفعال يشتد.