د. خيرية السقاف
يوم الأحد القادم سوف يبدأ الطلاب، والطالبات في جميع المراحل عامهم الدراسي الجديد..، فليوفقهم الله..
ومعه، بلا ريب تكون وزارة التعليم على أهبة الاستعداد، تواجه طوارئ المستجدات في واقع المشهد الداخلي، وعلى الحدود، وعامة وقائع ما حول الوطن..
من ضمن ما استعدت به الوزارة قنوات التعليم عن بُعد، هذه التي تم افتتاحها من قبل لمواجهة متطلبات التقدم العلمي، ووسائله من جهة، وللتعامل مؤخراً مع أحداث المنطقة الجنوبية تحديداً باستغلال هذه الوسيلة، بما تتمتع به من متاحات تقنيتها، وإمكاناتها، علاوة على أنّ التعليم العالي كان قد بدأ منذ سنوات في استخدامها في التعليم، وأثمرت، وحققت فوائدها.
إنه إلى جانب كثير قامت به الوزارة مما نتوقع، بعديد من إعدادات المقررات، وتحديث بعض المناهج، والإضافة لعديد من آليات تنفيذ العملية التعليمية في يسر، وحفز العناصر البشرية المباشرة لها، والداعمة لتنفيذها، والفاعلة في تقييمها وتقويمها، فإنها جميعها الأهداف الأساس من التعليم بجعله، ومواقعه، وأوقاته كلها نصب العيون، وهاجس المعنيين..
كذلك فإنّ هناك طوارئ تستوجب التعامل معها في هذه المؤسسة الكبرى، منها الأحداث الراهنة، سواء ما تم من اكتشاف تورط العشرات من أبناء الوطن في غواية الفساد فيه، والإيذاء لمن فيه بما فيهم أهلهم، وذووهم، والمشاركة مع القوى الخارجية بأفعالهم، والخضوع لأفكارها بإرادة، أو بجهل مؤثر في قناعات ليست على هدى، ذهبَت تُغلب فيهم روح الشر، ودافعية العدوان،.. إلى جانب هجمة الوسائل الإلكترونية، ومضارُّها الخفية، والظاهرة، وقدرتها على الجذب ، والهيمنة على سلوك المستهلك، وتحديداً هؤلاء الناشئة مرتادي المدارس، والكليات بمختلف مراحل أعمارهم..
لذا ، أضيف إلى ما أثق بأنّ الوزارة لم تغفل عنه، وإنما أؤكده، فإن لم يكن في برنامج الأسبوع الأول للدراسة، فإنني أقترحه، وهو تخصيص هذا الأسبوع للتوعية بما يجري، والتوجيه لما على هذه الشرائح من ضرورة الوعي به، دون تركهم في معزل عما ينبغي لهم أن يعوه، ويتقوه، لتجنب مخاطر الوقوع في براثن المختفين خلف شعارات، أهدافها العدوان على الوطن، وإشاعة الفرقة بين الناس، وبث الأحقاد بينهم، والمساس بأمنهم، والهيمنة على الفكر، والتدخل في الشأن الوطني على مستوى الجرائم التي يقع فيها الجاهل، والغر، ومن لا قاعدة معرفية له بها.
فاقتربوا في المدارس منهم أبناء هذا الوطن، تحدثوا معهم بصراحة، وضحوا لهم الصواب، ومخاطر التأثر بمن يدّعي الدين والدين بريء منه، ومن يدّعي الوطنية وهو مفرغ منها، ومن يتقصّد اللحمة الوطنية، ويهدف لشتاتها، وتمزيقها..
ولتعدد المزالق من حولهم من المفسدين كذلك قولوا لهم كيف يحمون أنفسهم من فسدة الأخلاق، ممن يتحرش بهم، وكيف يتقون التحرش بأنواعه، إذ لا يقف التحرش عند الجسد بل يتوغل في الفكر ، أخبروهم أنّ هناك من يسعى للعبث براحتهم، واستلاب اطمئنانهم، .. علِّموهم كيف يكونون صداً منيعاً، ووعياً أكيداً، وذكاءً لا يخترقه فاسد.
هذا الأمر لا يحتاج إلى لجان، ومنها تنبثق لجان أخرى، ومن الأخرى تُختصر ثالثة، وتضيع الأهداف، ويفتر جهد التنفيذ لانتظار قائمة جداول أعمال هذه اللجان، فما ميَّع الكثير من الأفكار، وبدّد الكثير من الجهود حيث يُنص على لجنة، إلا هذه اللجان، التي كانت، وكثيرها لا يزال مجرد أحاديث تتصدع منها رؤوس جدران المكاتب، والقاعات التي يجتمع فيها من يتحول قولهم لأوراق محبرة لا تصل للعقول، ولا للأذهان.
فلتكن التوعية مستديمة، والتأثير مقنناَ يتخلل الدرس، والترفيه ، والنشاط ، وبدايات الحصص. وواجبات البيت، وموضوعات الحوار، فالحاجة قائمة، والوقت يتطلب، والأهمية عاجلة.
أليست المدارس هي بوتقات التربية، والتعليم..؟ التي تنص عنها في بنودها «سياسة التعليم، و»نظام الدولة» على أنها المسؤولة عن «بناء الشخصية الفردية» وتعزيز الوطن بعناصر فاعلة، منتجة، وبنّاءة..؟
إذن، فلتقم المدارس بتحقيق هذا، وبتنفيذه على وجه من الحرص، والجدية، والفورية.
وتحية لكل من يأخذ على عاتقه هذه المسؤولية ولا يتوانى بدءاًَ بحارس المدرسة وانتهاءً.