د. خيرية السقاف
حتى الآن لم يتوقف زحف «كورونا» الخبيث، يسري فيفتك بالأرواح ويزداد..
يشبه هذا الزحف الخطير الذي يصيب الأفكار فتقضي في عبث على أرواحها وأرواح الأبرياء،..؟
ما الذي أصاب العقول والأجساد في البلاد..؟
قلنا ، ونقول في شأن العقول، وتجند الصغار والكبار..
إلا كورونا ليس للفرد من حيلة معها إلا الوعي بها، والحيطة منها بقائمة من التعليمات «لا تختلط مع مريض ذي أعراض، لا تمش دون وضع كمامة في الأماكن المزدحمة، لا تلمس سطوحاً عامة دون تطهير، الخ»، وإلا باتباع إجراءات وقائية صارمة، وتحديداً في المصحات والطوارئ ، ومع ذلك فإنّ مؤسسة طبية كبرى «مستشفى الحرس الوطني» قد أغلقت طوارئها لأنّ العشرة مضاعفة ستا وأكثر حالات قد أصيبت بوباء «كورونا»..!
وذهبت حركة وزير الصحة السابق «عادل فقيه» المكوكية وهو حاسر الرأس في المستشفيات هباءً منثوراً، بعد أن ظن الناس أن همته تلك فاعلة في القضاء على الكورونا الخبيث المتطفل..!
وذهبت احتياطات المستشفيات طيلة هذه المدة ، وما بعدها سدى حيث تطول باستمرار الوباء، وكثرة المرضى، وخوف الأفراد، بل وقوع أسر بكامل أفرادها في براثن قبضته، ..!!
لماذا..؟!
إذن، فكيف تم القضاء على المرض في «كوريا الجنوبية» ولم تسجل بحسب البيان الذي أصدره وزير خارجيتها في 21-7-2015 المعلن فيه أنّ كوريا لم تسجل أية حالة جديدة لأكثر من شهرين من تأريخه ، بمعنى ما قد فسرته هذه النتيجة على لسان وزيرها عن قدرتها على القضاء على المرض، هذا الذي انتقل إليها أسفا من قِبَلِنا..؟!
فاتجه يا وزير الصحة فضلاً، ولطفاً إلى «كوريا الجنوبية»، لتحاكي تجربتها في القضاء على المرض النازل في صدور الناس، المنازع فيها أرواحهم..
ربما تختصر المسافات، وتكسب الوقت قبل أن تتفاقم الأعداد، ونخسر من الأرواح ما قد تكون استدعاءً لمزيد من الحالات..
واجعل توعية الناس تعاليم صارمة ذات عقوبات لاتباعها في تحركهم، وتنقلاتهم داخل الأماكن التي يتوقع الإصابة فيها،..
إذ لا ينبغي التعامل مع المرض على أنه شأن فردي أو مسؤولية المصحات فقط.
في كوريا رأينا صور الناس مكممة في الباصات، والقطارات، والطائرات، والمصحات، والمدارس، والأسواق، وحيث يجتمعون، أو يتحركون فكيف تمكنت هيئة الصحة ووزارتها عندهم من بلوغ قناعات الناس لاستخدامها بلا تردد، أو استهتار،..؟
وشاهدنا نوعية خاصة من الكمامات يستخدمونها، ويبدو أن علينا ضرورة توريدها، وفرض استخدامها على الجميع، وتقنين أسعارها ليتمكن كل فرد من اقتنائها،..
ثم إضافة ما لا نعلمه، أو لا نعرفه وتعرفه عناصر الاختصاص في أمر هذا الوباء الذي بلغ حد الخطورة في الانتشار، وزيادة أعداد الإصابات به.
وفقك الله يا وزير الصحة ومن معك. وحفظ الله الجميع.