سعد بن عبدالقادر القويعي
يبدو أن إيران تجتهد - هذه المرة -؛ لتمرير أداة من أدوات قوتها الناعمة، والمتمثلة في «حزب الله الكويتي»، المتماهي مع مبادرة الثورة الخمينية المشؤومة عبر المد الصفوي، والذي يعتبر صفة لأجندة سياسية إيرانية؛ أملاً في إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية من جديد، وتلك حقائق فعلية لا مراء فيها.
يعتبر حزب الله الكويتي الشقيق الأصغر لحزب الله اللبناني، - وعليه - فإن الأجندة التي تقف خلف هذه الترسانة من العمليات الإرهابية، لا تنفصل - بحال من الأحوال - عمَّا يجري في دول أخرى: كسوريا، والعراق، واليمن. - ولذا - لا غرابة أن تعترف الخلية الإرهابية التي تم ضبطها داخل الأراضي الكويتية - قبل أيام -، بتلقيهم مبالغ مالية من جهات تابعة لحزب الله في لبنان، كما اعترف المتهمون الكويتيون التابعون لحزب الله أنهم أدخلوا غالبية الأسلحة عن طريق البحر، وأن ترسانة حزب الله دخلت الكويت من جزيرة خرج الإيرانية، وكانوا يتسلمون الأسلحة منذ قرابة خمس سنوات، وأنهم تلقوا دورات في لبنان على كيفية التعامل مع الأسلحة بأنواعها ، - وكذلك - إعداد مواد متفجرة، وكيفية استخدامها؛ انتظاراً للوقت المناسب لاستخدامها، وتوزيعها على آخرين.
لم تكن الكويت - يوماً ما - استثناء مما تفعله إيران، عبر أذرعتها التي تتسلح خارج حدود سلطة الدولة، حين خلط أربابها المذهب الديني بالشوفونية الفارسية، واجتمعت الأيديولوجيا مع القومية؛ من أجل استئصال شأفة الأمة الإسلامية، والنيل من عقيدتها، والذي أثبتت الأيام مدى خطورته، ودمويته، والمآسي التي انبثقت عنه.
بعيداً عن الإسهاب في التاريخ، فإبان الثمانينات كان لحزب الله الكويتي تاريخ دام، وذو طابع دولي، بدءاً من خطف الطائرات الكويتية، وانتهاء بمحاولة اغتيال - أمير الكويت الراحل - جابر الصباح، ما يؤكّد أن المد الصفوي في بعض دول الخليج لا يحتاج إلى برهان، كونه يحمل أبعاداً إستراتيجية خطيرة على أمن الشرق الأوسط، والخليج العربي، وذلك من خلال تصدير ملفات التخريب، والفوضى، عبر شعارات دينية، وطائفية بغيضة.
إن مواجهة المد الصفوي في دول المنطقة، والحيلولة دون حصوله على أهدافه الشريرة، يفرض التوقف ملياً، وقراءة متأنية، وواعية لأهداف حزب الله الكويتي؛ حتى لا تعيد حالة الشحن الطائفي، والمذهبي. - وكذلك - العمل على قطع دور الحزب في الكويت سياسيا؛ حتى لا يتمكن من تمزيق النسيج الاجتماعي، بشكل يهيئ لمزيد من الانخراط تحت الراية الصفراء للحزب المسلح، - وبالتالي - جعل الكويت حقل تجارب لمخططات إيران القذرة. وإن كنت على يقين، بأن التأزم الداخلي الإيراني، واختلاف رموزه، وأطيافه، وعقيدته ستكون سر نهاية ثورته - بإذن الله -.