سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن بيان وزارة الداخلية - قبل أيَّام - حول الإطاحة بأكبر تنظيم مكون من خلايا عنقودية داخل الأراضي السعودية، المرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، والبالغ عدده «431» موقوفاً - مع الأسف - أن غالبيتهم مواطنون، وذلك ضمن مخطط يُدار من المناطق المضطربة في الخارج، سوى استقراء لأنماط العلاقة التكاملية بين المؤسسات الاجتماعية، والمؤسسات الأمنية، والذي يُعدُّ موضوعاً مهماً في إحداث منظومة أمنية متكاملة.
يشهد العالم - اليوم - بنجاح الاستراتيجية السعودية في مكافحة الإرهاب، وبناء منهجية متكاملة للعمل المؤسسي على الوعي، والقدرة على قراءة المشهد الأمني، والمقارنة بين الخبرات السابقة، واللاحقة؛ من أجل إفراز منظومة أمنية تكافح السلوك الإجرامي، قادرة - بإذن الله - على بناء القدرات، ومواجهة الفكر المتطرف، وتحصين المجتمع، وإعداد المشروعات التي تقوّض مخططات الإرهابيين، وذلك من خلال تفعيل التنسيق، والمشاركة بين المراكز المتخصصة، والمؤسسات الرسمية في مجال مكافحة الإرهاب.
إن عمل وزارة الداخلية السعودية على الحيلولة دون حدوث الفعل الإجرامي المشين - بدءا - بمستويات المكافحة بعد أن تشرّب رجال الأمن عدالة القضية، وشرف المعركة في حسم المواجهات الأمنية مع خوارج هذا الزمان - وانتهاء - بمنع حدوثه - أيضاً - على مستوى الوقاية، وذلك من خلال مواجهة الفكر التكفيري المنحرف بالفكر الصحيح، وفق ما شرعه الله، ونبيه - صلى الله عليه وسلَّم - ، إنما ينطلق من إيمانها بأن الإرهاب، هو مشكلة عالمية خطيرة، يستوجب التصدي لها بكافة أشكاله، وصوره، وعلى الصعيدين - المحلي والعالمي - .
تجدر الإشارة، إلى أن التأكيد على تحصين عقول الشباب من أي غزو فكري مضلل، وتنبيههم إلى خطورة الانحراف وراء الجماعات المتطرفة، يشكل حجر الزاوية في التوعية الأمنية لحفظ المجتمع من الجريمة، والانحراف. وبعبارة أخرى : فإنَّ قدرتنا في السيطرة على الشباب قبل أن تلد الأفكار في عقولهم، وتتحول إلى منتج قابل للتنفيذ، دليل على استقرار الأمة، وتطورها؛ كونه يعتمد على سلامة الفكر، وعقلانية الاتجاه، وهو ما تتطلبه الاستراتيجية المتكاملة؛ لكي يكمل بعضها بعضا؛ سعياً إلى تحقيق الهدف النهائي.
من جديد، فإنَّ بيان السلطات الأمنية مثّل ضربة قوية في رأس الإرهاب، وعقله المدبر، بتتبع الخلايا الإرهابية الموجودة في الداخل، ورصد تطور تقنيات الاتصال، وشبكات المعلومة. الأمر الذي يعد في علم الدراسات الأمنية، اختراقا لتنظيم داعش الإرهابي؛ لتؤكد الدولة - مرة بعد مرة - سيطرتها الأمنية على أراضيها، ومقدساتها، وشعبها، ومكتسباتها، بل وتحقيق الجانب الوقائي ضد العمليات الإرهابية، والمخطط لها إيقاعها في البلاد.