فيصل أكرم
ليالينا
الصباحاتُ
الأمانيُّ
انتظرنا..
غادرتْ خطواتُنا كلَّ الكعوبِ وما وصلنا.
هل نسيرُ، كما نسيرُ، إلى الأبدْ؟
كم ذا نؤبَّد في المسير إلى مسارٍ
كلما نقفُ..
يجيءُ..
وكلما جئنا.. ابتعَدْ!
(هي ذي بلادٌ في الشوارعِ،
لا شوارعُ في بلدْ)
أفكيفَ يلمحنا أحدْ؟
أفكيفَ تكشفنا الينابيعُ المخبأةُ العميقةُ
والثيابُ توسّعت، وتبلبلت فينا، وطارت في الهواءِ
وقد خلا منها الجسَدْ!
* * *
موجعٌ هذا الزمانْ
فالعمرُ كالمنطادِ يعلو
فارغاً من كل حلمٍ
مثلَ من ضاعتْ يداهُ على يدين
تصافحان بلا سلامٍ
تحضنان بلا أمانْ
مفجعٌ هذا المكانْ.
* * *
نسرانِ في جوٍّ
وعصفورٌ على شجَرَهْ.
عينايَ في عينيْ صديقٍ
كان في القلب الحِمَى
لكنه كَسَرهْ.
نسرانِ قد هبطا إلى ميْتٍ
وعصفورٌ يطيرْ
والعينُ في عينٍ
وأجفانٌ ستُسدلُ في الأخيرْ
هو بعضها، الدنيا، اعتراضٌ..
يستقيمُ بلا عمادٍ،
يستريحُ بلا ضميرْ
ما ضرَّهُ الطيرُ الضريرُ إذا اقتفى أثرَهْ!
هو بعضها، الدنيا، عنادٌ
هل يعاندُ عاقلٌ قدَرَهْ؟
كالعازف المجنون، في الموَّالِ
يقطعُ بالصدى وترَهْ!
هو بعضها، الدنيا، افتراضٌ..
كلما شدَّ الرحالَ مسافرٌ
شدَّت عليه الذكرياتُ حصارَ من هجَرَهْ.
هل يستطيعُ الغيمُ بعدَ هطولهِ
أن يستردَّ من الثرى مطَرَهْ؟!
* * *
واضحٌ أنَّ الغبارْ..
في الليل يشبه بعضَ أعيننا التي اتّضحتْ لديهِ
ويشبهُ المرآة في بعضِ النهارْ.
سافحٌ هذا الدُّوَارْ..
مِثل القطارِ، يجرُّ في العرباتِ
يمنحها السكينةَ في امتلاءٍ،
ثم يتركها مَشاعاً للفراغِ على رصيفِ الانتظارْ!
كالحٌ هذا الخِيارْ..
هل سوف نختارُ التشظّيَ في المرايا؟
أم سنختبرُ الجدارْ؟
فاضحٌ هذا القرارُ، وجارحٌ هذا الحوارْ.!
أغسطس 2015