فيصل أكرم
كهذا الورقْ
سترفضُ عيناكَ أجفانها
وأنتَ ستقبلُ ألوانها
لتسقطَ وحدكَ،
تسقط في حيرة المفترقْ
كهذا الورقْ
ستبقى تغنّي لغير أحدْ
وتفقد في كل يومٍ بلدْ
تجرّب نوعاً من الخاطرات، وتخطو عليها
وتسعى لتكسبَ بعضَ الحسَدْ
كهذا الجسَدْ
كهذا الذي يشربُ الماءَ، حتى الغَرَقْ
حتى دخولَ الشموسِ انتظاماً
إلى جوفِ هذا النفقْ.
كهذا الوَرَقْ.
* * *
كبعضِ الجدارْ
سينهارُ فيكَ الوقارُ اضطراباً
ويسكن بين يديكَ الغبارْ
كتلكَ الديارْ
كتلك التي لا تزال تحنُّ
لبعض الجدارْ
لبعض الدمار الذي حلَّ يوماً
على كل ما يشتهيه الحصارْ
كمثل ليالٍ تموتُ حلالاً
إذا حلَّ فيها النهارْ.
كهذي الجدارْ.
* * *
هناكَ الدموعْ
وأنتَ ستأخذ حظكَ منها
وتحظى بحصة أهل الرجوعْ
هناكَ النزوعْ
إلى رغبةٍ في اختيارٍ وحيدٍ:
نحبُّ الصعودَ على قمَّةٍ.. تنتهي بالوقوعْ.
فأينَ الجذورُ، وأينَ الفروعْ..؟؟
سيأتي جوابٌ: هناكَ السؤالُ،
وكم من مسائل لمّا تزل مفرداتٍ كصخرٍ
قد اختارَ مكمنهُ في ضمير الجموعْ
لأنَّ هناكَ التشبُّعَ من كل جوعْ.
لأنّ هناكَ الدموعْ.
* * *
وكانَ المدَى
كأنّ انفجاراً ثقيلَ الذراعِ
على كلّ شيءٍ سيمضي.. مضى
كأنّ الصدَى
يستمدُّ من الصوت أحزانَ نوحٍ
تلفلفُ أوتارَهُ بالرّدى
فكانَ المشاعُ الأخيرُ.. سُدَى
وكانَ الضياعُ الكبيرُ.. هُدَى
كأنّ سواداً يكادُ يكونُ
فكانت بدائلهُ في سبيلٍ
كصيفٍ أصيلٍ.. ثقيلٍ.. طويلٍ
تهادت له غيمةٌ، في اسودادٍ جميلٍ
تقاطِرُ للظامئين الندَى..
وكان المدَى.
يوليو 2015