حمد بن عبدالله القاضي
ندرك يقينا أن المستهدف من هذه الجرائم التفجيرية القديمة والجديدة هو الوطن، وأمنه ووحدته وسماحة دينه، فهو قلب العرب، وقبلة المسلمين ومحرك العمل في تروس التنمية بالعالم وأي خلل ينال من أمنه - لا سمح الله - يؤثر على كل مسلم، وكل وطن مسلم بل على العالم بأسره.
إن المنظمات الإرهابية مع الأسف مثل داعش والقاعدة ومن يقف معها من الدول التي تدعمها وتوجهها ترى أن المملكة هي أهم عدو لها لذا غايتها الكبرى تمزيق هذا الوطن وإثارة الفتنة فيه والنيل من أمنه والتغرير بشرذمة من أبنائه لاستخدامهم أدوات تنفذ هذه الجرائم التي بينها وبين الإسلام كما بين الأرض والسماء.
إن من يقف خلف هذه التنظيمات الإرهابية هو الذي يدعم ويوجه ويبرمج ويغسل أدمغة منتسبي هذه المنظمات، وهي لا تبالي بمن تقتل سواء كانوا عربا أو أجانب مسلمين أو غير مسلمين سنة أو شيعة في مسجد أو كنيسة، فهي والدول التي تدعمها تستهدف الأوطان المؤثرة عربيا وإسلاميا وعالميا كالمملكة لتوقظ الفتن، وتخل بالأمن، وتفرق بين أبناء الوطن وكل ما رأوا أن رهانهم فشل على هذا الوطن ازدادوا غيظا ومكرا.
إذا كان هناك من إيجابية لهذه الجرائم فهي أنها جعلت السعوديين قادة وشعبا ورجال أمن أعظم تقاربا وحرصا على أمن أرضهم والتفافا حول وطنهم وتمسكا بثوابت وسماحة دينهم، فنحن نرى بعد كل جريمة أن هذا الوطن وأبناءه يزدادون وحدة وتلاحما وإيمانا.
ربّ اجعل هذا الوطن آمنا.
=2=
عقدة الأجنبي ونجاح الشركات والكفاءات في الإدارة والتشغيل ظاهرة غريبة تمثل انتكاسة وخيبة أمل أمام الكفاءات الوطنية والشركات السعودية وتلك هي ما نراه على مرأى ومسمع الجهات الحكومية المعنية من تعيين الأجانب من قبل بعض الشركات مديرين تنفيذيين أجانب لقيادتها، بينما الكفاءات القيادية السعودية أثبتت نجاحها في شركات كبرى كأرامكو وسابك وصافولا وغيرها، وفي مجال التشغيل كالفنادق لماذا نرى التشغيل لشركات أجنبية فقط لماذا لا تتاح وتهيأ وتتدخل الجهة المعنية لإتاحة الفرصة وتفضيل الشركات السعودية التي نجحت في التشغيل لفنادق 5 نجوم.
فها هي شركة «سياحية» تدير بنجاح وبقيادات سعودية فندق قصر أبها منذ افتتاحه، وها هي شركة الفنادق بمسماها الجديد «دور الضيافة» تدير هي الأخرى بنجاح وكفاءات وطنية فندق مكارم أجياد بمكة.
مطلوب من الجهات المعنية كوزارة العمل والتجارة وهيئة السياحة سرعة التدخل أولا بوقفة حازمة اتجاه تعيين القيادات الأجنبية على رأس بعض البنوك والشركات والفنادق، ومن جانب آخر توفير الفرص والتشجيع ووضع المميزات والتسهيلات أمام كل شركة سعودية تقوم بتشغيل الفنادق مثلا كتسهيل الإجراءات وإعطاء الرخص واستقدام العمالة للتشغيل وغير ذلك
لابد أن تتغير النظرة للشركات الوطنية والكفاءات السعودية، فلا يجوز إبقاء النظرة القديمة بعد أن تأهلت القيادات السعودية تعليما وخبرة وتجربة، وبعد أن رأينا نجاح الشركات السعودية الكبري ليس على النطاق المحلي أو الإقليمي بل والعالمي وأمامنا عدد كبير من الشركات السعودية الناجحة التي تقودها وتعمل فيها الطاقات الوطنية التي تفوقت بمصانعها وتسويق منتجاتها بالداخل وبالأسواق العالمية كأرامكو وسابك والخزف وغيرها.
=3=
آخر الجداول
من آخر قصيدة للشاعر الدائم والوزير السابق عبدالعزيز خوجه:
((أكتب عن لهفة عطشي
والماء بكأس يغريني
لم أشرب!
اكتب عن أروع قصة حب
لم يقرأ عنها بعد.. ولم تكتب
اكتب سفر الآهات العشق
ذهب العمر فداه ولم يذهب))