حمد بن عبدالله القاضي
هل السياحة لا بد أن تتوجه بوصلتها إلى الخارج؟
لقد طرحت على نفسي هذا السؤال والناس يتجهون داخل الوطن وخارجه.
أنا مؤمن -أولاً- أن لكل إنسان خياره في السفر أينما يريد.. ولا (حجر بالأسفار)! وفي السياحة الخارجية متعة وثقافة جديدة كما أن بالسياحة الداخلية متعة وارتياحاً.
لكن المؤكد أن (السياحة الداخلية) أضحت خياراً جيداً: مناخاً وإمكانات وأسعاراً في بعض مناطقها.
تبقى أسئلة مهمة تتوجه لمن لا يشجعون على السياحة الداخلية ويرون التوجه للخارج دوماً.
هل كل إنسان يستطيع السفر إلى الخارج؟ أليس هناك شرائح تحبذ السياحة الداخلية وهي ذات اقتدار مادي كبير جداً لكنها ترتاح مع أسرها في التوجه داخلياً أو التنويع بين السفر داخلياً وخارجياً وكل إنسان ينام على الجانب الذي يريحه، وأخيراً أليس لكل مسافر هدف وقد يكون السائح داخلياً وجد هدفاً يكفيه ويغنيه؟
هناك قضية أخرى وتتجه صوب من يقول: إن السفر خارجياً أقل تكلفة مادية وبخاصة بالسنوات الأخيرة، هذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه فالسفر ليس توفير السكن فقط فهناك أسعار التذاكر الباهظة، وتكلفة التنقل في الخارج، وحسب السياحة الداخلية تيسيراً أن تكون وسيلة السفر والتنقل لبعض المواطنين من خلال سياراتهم الخاصة.
أما الطقس فهناك أماكن بالمملكة بالجنوب والطائف تتمتع بجو لطيف صيفاً تماماً مثل كثير من الأماكن التي يتم التوجه لها خارجياً والعجيب أننا نرى البعض يسافرون إلى أماكن خارجية هي أشد حراً من عدد من مناطق المملكة السياحية.
يبقى السكن فقد رأيت -ومن تجربة- أنه بمناطق الاصطياف كأبها والطائف أسعاراً معقولة، أما بعض المدن فالسعر فيها مرتفع جداً كمكة المكرمة وجدة، وهيئة السياحة دورها يقتصر على الموافقة على الأسعار المرتفعة التي تضعها الفنادق، ثم تأتي المراقبة التي لا جدوى منها بعدها، فالأسعار أصلاً مرتفعة. وأشير أيضاً إلى ارتفاع أسعار المطاعم بشكل كبير والمشكلة أنها لا توجد جهة تراقب أسعارها.
أخيراً لا بد أن أنوه بكلمة حق إلى أن هيئة استطاعت أن تحرك وتشجع التوجه السياحي الوطني بتنظيماتها وخدماتها، وبدعمها المهرجانات السياحية ثم حفزها للسياحة الداخلية بتلك الدعاية والإعلانات الجميلة عن مواقع السياحة الداخلية بأسلوب محلي مغر.
= 2=
** الانتماء بوصفه مشروعاً ثقافياً
- (الثقافة) عامل أساس في أي حراك تنموي أو اجتماعي! وهي القادرة على جعل الناس يتفاعلون ويفيدون من أي منجز أو مكسب تنموي فضلاً عن تقوية ارتباطهم بوطنهم.
إن بناء الإنسان أصبح هو الأصعب لأنه يعني بناء عقله وثقافته وانتمائه، بينما بناء الحجارة أمرها ميسر، فهي لا تحتاج لأكثر من عوامل مادية.
الاهتمام بالإنسان وتثقيفه أصبح هدفاً إستراتيجياً لجميع خطط التنمية الخمسية ومنظومة المشروع السعودي الحضاري.
= 3=
** آخر الجداول **
للشاعر زياد آل الشيخ
«فيا نجد هل أُشفى من الحب مرة
إذا كان يُشفى من هواك مصاب
فلا تعتبي مهما رحلتُ فإنني
قريب، ومن بعد الرحيل إياب»