د. خيرية السقاف
ماذا لو شُغل الناس بالمفرحات، كالعلم، والعمل وعمروا عقولهم، ووجدانهم بها..؟
ماذا لو اجتنبوا كل المؤسِفات كالشرور الجاثمة، والحروب القائمة، وطهروا أسماعهم وأبصارهم منها..؟
ماذا لو استبدلوا الكره بالحياد..
والسوء بالوعي..
والضغينة بالسلام..
ماذا لو قلبوا على الشيطان شرَّه، بخيرهم المكتسب، وعملهم الدؤوب، وكفاحهم في دروب الحرث، والزرع، والإنبات..؟
فما انتهت الحياة عند مستنقع، ولن تتوقف عند جرح، ..كما إنها ماضية حتى بمن يعمل، وبمن يُهمل..
وما تعطلت البشرية وعقولها تفكر، وعزائمها تنتج، وقلوبها تنبض..،!!
لا وقت للاكتئاب، ولا محض حزن سيجدي..!
لا خير في عويل، ولا نجاة بلطم،!
النهايات محض قدر، موكلة بأجل، ....
حتى العاملين مع المتقاعسين شأن نهاياتهم مرتبة في الأزل،..
الشجرة لا تزال تنوف للسماء لا تنحني وإن داهمها فأس،..
العصفور لا ينقطع عن التغريد ويبني عشه في الكثيف من الفروع،..
النملة تدب على رزقها، والسماء تهيب للسحاب أن يمطر،
الولاَّدة تستقبل،.. والقبور تفعل،
وهذه البحور تمد، وتجزر،
والدلاء تكبُّ وتُملأ،
حتى الصبح لا يتأخر فيتنفس، والليل لا يغيب ويسكن،
لا مجال للوقوف..
كل شيء ماض لأمره
فلو أنهم يمضون محللين من الهموم، مجردين من الأوهام، مقبلين على آت تصنعه عزائمهم، ..
هؤلاء أبناء الحياة،..
زادهم العلم والعمل،..
ليتهم يفعلون.!!