د. خيرية السقاف
لا تزال تختبئ في جحورها الأوباء.
حتى إذا أمن السليم تسللت في خفاء إليه، تصيبه في طمأنينته، وتفتك بروحه، وتنهش في جسده..
أوباء لا تبقي على الطوب، ولا الرمل، ولا النور، ولا الماء كما لا تبقي على الإنسان.
هذه الأوباء النائمة بعين، اليقظة بعينها الثانية فتاكة ليس تقف عند عرق، ولا لون، ولا مذهب، ولا دين، ..
نارية حارقة، مريضة بائسة، وهنة متنمرة، شريرة لا خير فيها، آيلة للفناء مع تناميها..
هذه الأوباء ليس من رادع لنموها، وكابح لتماديها، وموهن لقدرتها، ومدمر لقواها إلا الناس، كل الناس وهم كل العيون في رأس، وكل الأيدي في جسد، وكل الصدق في نية، وكل الجهد في زند، وكل العبء فوق كتف..
هذا الجسد الواحد الذي إذا تداعى فيه عضو آزرته كل الأعضاء في شكوته.
فلتُـفتح كل الأبواب، والطرق، والمساجد، والبيوت، ودور العلم، ومؤسسات المجتمع للشمس، وللنور، وللهواء، وللبسمة، وللفرح، وللصحة، وللسلام، بثقة، وسكينة..،
ولتنشط كل الهمم للعمل، والعمار، والبناء، والإنجاز.
فالجسد بصحته سيتخلص من هذه الأوباء ما فتح لها، وللهواء النقي ليتسلل لكل الزوايا، والأركان والصدور، والعقول.
حُفظت يا وطن، ورعاك الله في كنفه، وحرزه، وعصمته، وعافيته، وهداه في سلام، وأمان.