د. خيرية السقاف
مع أنّ كل شيء يركض، والناس مع كل الأشياء تركض, حتى أنّ التمايز بين ليل للهجوع, وصبح للنشور لم يعد يتضح لا في البيوت ولا خارجها, إلا أنّ هناك دأباً من قِبل ثلل نشطة من الشباب وغيرهم في ابتكار أساليب للتطوير الذاتي, وللعمل الجماعي, بل للتفرد في الإبداع..
وبوجود هؤلاء لا نأسى ولا نأسف على أولئك الذين يركضون عكسهم فيكونون أول من يحضر في جنازة، وأول من يلطم على قتيل, يلتقطون اللمحة، وينشرون الهمسة، ويتفاعلون مع الكذبة, ويطبلون مع المزمِّر, ويُحشرون مع الطفيلي,..
استخدم أولئك منجزات العصر فيما يفيدهم, ويفيد منهم, واستخدم هؤلاء المنجزات ذاتها في نشر المغالطات, وتكبير الصغيرة, وتهويل النفحة, وإيقاد الشرارة..!!
أولئك الذين يستفيدون من طموحهم, ويوظفونه في الأعمال التكافلية, أو في الإنشاءات الذاتية، أو في بناء الذات, يخلصون من المعرفة بنتائجها المغدقة في المجال الإعلامي, والتوعوي, والاجتماعي، والتطوعي بل الذاتي في تطوير دخلهم, والاستفادة من علمهم, وزيادة خبراتهم, إن هؤلاء يعلون راية بيضاء خضراء, رايتهم من جهة تنم عن طهر الاتجاه, ومن جهة عن إنمائه، هم خير من يستحق التقدير، بل يستحق كل الطرق ليركض فيها..,
أما أولئك الفارغون، المطبلون, المبالغون, المهولون, الطفيليون، الناشرون الهمسة, المضخمون المعلومة, الذين يجرون مع كل ريح, فإنهم عبء على مجتمعهم، يحتاجون إلى تهذيب، وتوجيه, وإعادة تأهيل لسلوكهم بكل صفاته.
إنهم ينتشرون كالجراد حيث يكون الضوء تجدهم يتسارعون زمراً..,
فيما يجتنب الضوء أولئك الرافعين رايات البياض، غارسي أوتادها الخضراء في الجذور..